كم كانت سعادتي غامرة عندما فوجئت باختياري من جانب وزارة الصحة لتمثيل الكويت في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الذي عقد للمرة الأولى في العام 2011، لاستعراض إنجازات الدول لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، وخاصة ما يتعلق بالتصدي للإيدز.
وبالرغم من ضيق الوقت ومفاجأة الاختيار والمهمة الكبيرة، فقد كان للدعم والمساعدة من السفير منصور العتيبي وأسرة وفد الكويت الدائم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أكبر الأثر في إتمام المهمة بنجاح، وإلقائي كلمة الكويت أمام التجمع الدولي وبهذا المستوى، ما جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز ببلدي وبما قدمه من دعم للمنظمات الدولية والإنسانية في هذا المجال المهم لتكون الكويت بمحاذاة الدول المتقدمة للتصدي للإيدز.
وعلى الرغم مما عايشته عن قرب من جهود بوزارة الصحة لتوفير الأدوية الحديثة ووسائل التشخيص الدقيقة والوقاية والاكتشاف المبكر ومنع انتقال العدوى سواء للآخرين أو للأطفال من خلال البروتوكولات الوقائية والعلاجية طبقا لأحدث المعايير العالمية، كما أن القوانين التي صدرت بالكويت قد واءمت بين متطلبات الأمن الصحي وحماية حقوق المرضى والمخالطين والمجتمع، إلا أنه وللأسف الشديد خلا مقعد الكويت في الاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته الأمم المتحدة هذا العام للمتابعة ممن يمثل وزارة الصحة في هذا المجال، وهو ما يجب ألا يتكرر خلال الاجتماعات المقبلة للأمم المتحدة حتى لا يتراجع الاهتمام بإنجازات الكويت الصحية في المحافل الدولية.
وكم كنت أتمنى أن يستمر الحضور القوي للكويت في المحافل الدولية، لما يحمله ويعبر عنه من معان كثيرة.