لا أقصد بذلك إنشاء متحف لعرض تماثيل أو مومياءات أو هياكل عظمية أو ديناصورات ترمز للطب القديم ولمن كانوا يمارسون مهنة الطب في السابق، ولا أقصد بذلك الهمز أو اللمز عن بعض من أعجبهم الكرسي والتصقوا به وحجبوا عن الأجيال اللاحقة حقهم الطبيعي في تحمل المسؤولية في الوسط الطبي، ولا أقصد الحديث عن المستشفى الأميركي أو المستوصف التركي، ولكن ما أقصده هو أن يكون لدينا متحف يؤرخ ويوثق تاريخ الطب وعمالقته ورواده الأوائل الذين أرسوا دعامات تاريخ الخدمات الصحية في الكويت قبل إنشاء المستشفيات الجديدة والأبراج، وقبل أن يصل عدد المراكز الصحية إلى نحو 100 مركز صحي، لأن الجيل الجديد يجب أن يعرف كيف كان الأوائل يمارسون الطب، وكيف تمكنوا من محاصرة الأوبئة بإمكانيات محدودة وميزانيات شديدة التواضع.
وأتمنى أن يكون متحف الصحة في الكويت مشروعا مشتركا بين المجلس الوطني ووزارة الصحة، وأن تعرض به نماذج حية من الأجهزة والمعدات الطبية القديمة ومن أدوات فحص المريض، وأيضا صور لرؤساء دائرة الصحة بالكويت ووزراء الصحة السابقين منذ استقلال الكويت.
وإن اتسعت قاعات المتحف فإنه يمكن إضافة قاعة تعرض فيها صور من احتفظوا بمقاعدهم داخل القطاع الصحي الإداري لأكثر من 35 عاما كالأحافير القديمة، والذين أصبحوا الآن من دهاليز التاريخ. فهكذا طبيعة الحياة فإن عقارب الساعة لا تعود للوراء، ولكن العقارب تسير إلى الأمام دائما وتتطور الحياة باستمرار مع العصر الحديث عصر التواصل الاجتماعي. ولا نتمنى أن تصيب النظام الصحي أمراض مزمنة مثل الشيخوخة الإدارية أو الألزهايمر الإداري بسبب من بليت أفكاره ولم يستطع مواكبة المستجدات في جميع النواحي ونأمل أن نرى المتحف قريبا ليكون إضافة حية لمعالم النهضة الصحية وأطلالها القديمة.