من المعروف أن لكل برنامج صحي يتم تكليف أحد الأطباء كضابط اتصال مع المنظمات الدولية أو الجهات المختصة للمتابعة اللازمة وإعداد التقارير لضمان تنفيذ البرنامج على الوجه الأكمل.
وهناك برنامج للأمن الصحي يرتبط بإحدى الاتفاقيات المهمة لمنظمة الصحة العالمية وهي اتفاقية اللوائح الصحية الدولية التي تهدف إلى تحقيق الأمن الصحي العالمي من خلال تبادل المعلومات بين الدول عن الأوبئة وضمان اتخاذ الإجراءات العالمية التي تحددها منظمة الصحة العالمية لمحاصرة الأوبئة والحد من فرص انتقالها عبر الحدود من دولة إلى أخرى ومن إقليم إلى آخر من خلال التواصل بين الدول عبر منظمة الصحة العالمية ودعم قدرات أجهزة الصحة العامة للتأهب وترصد الأوبئة واتخاذ الإجراءات الاحترازية حيالها.
ومن واقع الاجتماعات التي حضرتها على مستوى منظمة الصحة العالمية وعلى مستوى الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ الأهداف الإنمائية ضمن تطبيق اللوائح الصحية الدولية، فلم تتطرق السياسات العالمية ولا الإجراءات الدولية إلى مسألة مطاردة المشتبه بإصابتهم ببعض الأمراض وملاحقتهم أمنيا بل وتكبيلهم بالأغلال الحديدية بالرغم من مرضهم وعلى عكس قوانين ولوائح حقوق الإنسان والاتفاقيات العالمية ذات الصلة.
وللأسف الشديد فإن بعض الزملاء الأطباء لا يفهمون جيدا معنى الأمن الصحي وتقتصر رؤيتهم على تفسير الأمن الصحي على أنه الوشاية والإبلاغ عن المشتبه بإصابتهم للسلطات الأمنية بل ودعوتهم لإلقاء القبض عليهم ونشر الهلع والذعر بين أفراد المجتمع ورجال الأمن.
وكان الأجدى بالزملاء الأطباء الذين يقومون بمثل تلك التصرفات غير الطبية أن يراجعوا قسم الطبيب وقوانين مزاولة مهنة الطب واللوائح الصحية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان ذات العلاقة بالصحة والتي تحدد بصراحة حقوق المرضى في الخصوصية وسرية المعلومات والكرامة الإنسانية، بينما بعض الزملاء يضربون بكل ذلك عرض الحائط وينظرون إلى التعامل مع الأمراض المعدية كأنها جريمة تتعلق فقط بالإبلاغ عن المشتبه بإصابته للجهات الأمنية والاستمتاع السادي بما يتعرض له الضحايا من إجراءات أمنية قد تتعارض مع الكرامة الإنسانية والحق في الخصوصية.
وأتمنى على الجسم الطبي أن يبادر بالتصدي لمثل هذه الممارسات غير الأخلاقية وغير المقبولة حتى لا تضع الكويت في وضع محرج أمام لجان حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أو قد تقوم بعض الدول بمعاملة رعايا الكويت بالمثل وإحضارهم مكبلين بالأغلال لمجرد الاشتباه في إصابتهم بالأمراض المعدية.