نشرت منظمة الصحة العالمية WHO على موقعها تقريرا حديثا عن حماية الأطفال من مخاطر تدخين التبغ، إذ يلقي التقرير الضوء على اهتمام شركات التبغ بالتركيز في تسويق منتجاتها على الشرائح العمرية الأصغر سنا لترويج منتجات التبغ وخصوصا الأنواع الجديدة من السجائر الإلكترونية، وما جاء بالتقرير الحديث أن التدخين القسري (أو السلبي) يقتل حوالي 600 ألف من غير المدخنين سنويا الذين يستنشقون الدخان رغما عنهم بسبب ما ينفثه المدخنون من حولهم من دخان بما يحتويه من ملوثات ومواد ضارة بالصحة.
ويضيف التقرير أن حوالي 31% من الذين يفقدون حياتهم كل عام بسبب التدخين القسري هم من الأطفال.
واحتوى التقرير على أن الدراسات الحديثة قد أثبتت أن بدء التدخين في سن مبكرة يساعد على سرعة إدمان النيكوتين (وغيره من المواد الأخرى التي يمكن إدمانها) كذلك فإن التقرير فجر مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن معدلات انتشار بدء التدخين قبل سن 13 سنة بين الأطفال من طلاب المدارس في أوروبا قد بلغ 17% للجنسين (13% للإناث و22% للذكور)، وأن بدء التدخين قبل سن 13 سنة أصبح واضحا في معظم الدول الأوروبية.
ويعود السبب في ذلك للحيل والألاعيب التي تقوم بها شركات التبغ لترويج منتجاتها بين الأطفال والشباب وهم الأكثر تأثرا بإدمان النيكوتين بسبب جهازهم العصبي في مرحلة النمو ومن ثم يصعب عليهم التخلص من إدمان النيكوتين والعلاج من إدمان التدخين.
ومهما كانت طرق وقيود مكافحة التدخين والقوانين الصارمة فإن شركات التدخين ما زالت تنتهز الفرص للالتفاف حول القوانين والنفاذ من خلال الثغرات فيها ومن بين تلك الثغرات، هناك أنواع مختلفة من منتجات التبغ لم تشملها القوانين (مثل التبغ الممضوغ والسجائر الإلكترونية وتبغ الشيشة والمعسل.. إلخ) وللأسف الشديد هذه تكون طريقا سهلا وممهدا للوصول للشباب في المقاهي والفنادق.
وقد يحصل بعض كبار مافيا تجارة التبغ على شهادات إفراج من الجمارك وبأنها مطابقة للمواصفات ولقرارات وزارة الصحة على الرغم من عدم وجود مختبرات أو حتى أجهزة معتمدة في وزارة الصحة لفحص محتوى التبغ الممضوغ والمعسل وتبغ الشيشة من النيكوتين والقطران فتكون نتيجة ذلك الإهمال وقوع العديد من الأطفال والشباب ضحايا لإدمان النيكوتين وهو البوابة للدخول إلى إدمان المخدرات.