بمناسبة يوم القلب العالمي الموافق 29 سبتمبر من كل عام وبمراجعة الإحصائيات والمعدلات المتعلقة بالوفيات الناتجة عن أمراض القلب ومعدلات التدخين وزيادة الوزن والخمول البدني نجد أن خطر الإصابة بأمراض القلب لم يعد مقتصرا على كبار السن فقط كما كان شائعا في السابق، إذ ان الشباب وللأسف الشديد قد انضموا إلى قائمة ضحايا الإصابة بها بسبب أنماط الحياة غير الصحية التي يعيشها الشباب.
ومن الإجراءات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة ضرورة وجود خطط عمل وطنية واستراتيجيات للوقاية والتصدي لأمراض القلب وخفض معدلات الوفيات الناتجة عنها.
ويجب أن تقوم جميع وزارات الدولة والجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني بأدوارها الوطنية للتخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية ضمن الخطة الإنمائية للدولة وأن يتم رصد الميزانيات اللازمة للبرامج وإصدار القرارات التنفيذية اللازمة من جانب الوزراء وكبار المسؤولين.
وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، فإن الوقاية والتصدي لأمراض القلب تتطلب التوعية بعوامل الخطورة في البيئة المدرسية وإدخال الأنماط الصحية للحياة ضمن المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، والأهم من ذلك كله هو وضع وتنفيذ برنامج وطني شامل تحت رعاية وزير التربية للتدريب على مهارات الإسعافات الأولية وإنقاذ الحياة داخل المدارس والجامعات، بل يجب أن تشترط وزارة التربية في كل مدرسة تابعة لها وفي كل مدرسة خاصة وجود الأجهزة والوسائل المناسبة لإنقاذ الحياة ووجود نسبة محددة لا تقل عن 10% من الهيئة التدريسية والعاملين بالمدرسة والطلبة الذين اجتازوا بنجاح برنامجا معتمدا عالميا للتدريب على إنقاذ الحياة والإسعافات الأولية، وليكن القرار الوزاري الذي أصدره وزير الصحة د. جمال الحربي بأن يكون التدريب الإجباري على مهارات إنقاذ الحياة بين الأطباء والهيئة التمريضية نموذجا لما يجب أن يقوم به وزير التربية لإصدار قرار وزاري ملزم لجميع المدارس الحكومية والخاصة وللجامعات وكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بوجود وتنفيذ برنامج للتدريب على الإسعافات الأولية وإنقاذ الحياة، ولن يكون من الصعب تنفيذ ذلك حيث إن هناك عدة مراكز متخصصة ومعتمدة من جمعية القلب الأميركية للقيام بتلك المسؤوليات وهي على حد علمي مراكز غير ربحية.
ولعل تنفيذ تلك المبادرة يكون إنجازا لخفض معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب بما لا يقل عن 25% بحلول عام 2025 وهو ما يتوافق مع الهدف الثالث من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.