قضيت أربع ساعات ممتعة في معرض اكسبو 2017 للحرف التراثية الكويتية والذي كان مقاما في صالة أحمد مشاري العدواني بضاحية عبدالله السالم، حيث تجولت بين أجنحته المختلفة التي عرضت صفحات من ماضي الكويت وتاريخ الحرف التراثية اليدوية ومن أهمها صناعة السفن وشباك وأدوات الصيد وغزل الخيوط فضلا عن خراطة الخشب والحفر عليه وصناعة الأواني الخشبية بالإضافة إلى المسابيح والخزف وألعاب الأطفال اليدوية القديمة مثل الدوامة والملابس البسيطة التراثية القديمة.
وبالرغم من بساطة المنتجات إلا أن قيمتها عالية ولا تقدر بثمن لأنها تعكس التاريخ والثقافة والتراث الكويتي والإبداع الذي تميز به الكويتيون قديما ولذلك يجب المحافظة على هذا التراث ورعايته رعاية كاملة من جانب الدولة.
ولا بد للدولة من تبني المبدعين الكويتيين الذين تفوقوا في المحافظة على هذه الحرف التراثية القديمة حتى لا تندثر بفعل المدنية الحديثة وأن تدعم الدولة أصحاب الحرف التراثية الكويتية القديمة وتخصص لهم أماكن مناسبة وقسائم صناعية لصناعة وعرض وبيع منتجاتهم سواء في مطار الكويت أو في المجمعات والأسواق والفنادق.
ولابد من تدريب الشباب على هذه الحرف التراثية حتى نحافظ عليها من الانقراض وتبقى حية في ذاكرة الوطن، وأتمنى من وزارة الشباب ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومن جميع وزارات الدولة أن تضع المحافظة على التراث وتشجيع المبدعين الكويتيين من أصحاب الحرف التراثية القديمة على قمة أولوياتها بخطة التنمية في البلاد بما يعكس أصالة المجتمع والتاريخ الذي نعتز به وهو في الوقت نفسه تراث ثقافي وحضاري للأمة.
وشكرا جزيلا لكل من ساهم في إقامة هذا المعرض الذي اسعدنا جميعا وشهد إقبالا ملموسا، وكنت أتمنى أن يكون معرضا دائما تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وألا يكون لأيام معدودة فقط وأتمنى أيضا من الهيئة العامة للاستثمار أن تضخ جزءا من استثماراتها لدعم مشروعات حماية تراث الكويت من المهن التراثية القديمة لنحافظ على ماضينا أسوة بباقي الدول التي تفتخر بماضيها وتحافظ عليه بدلا من اندثاره واختفائه عن الوجود، فالماضي هو الذي يضيء مستقبل الأمة والوطن.