يوافق العاشر من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث يتوافق هذا التاريخ مع صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي كان نتيجة ما حدث من إبادة وانتهاكات لكرامة الإنسان خلال الحرب العالمية الثانية والتي من نتائجها الملايين من القتلى والمشردين والمعاقين.
وهذا اليوم يعتبر من أهم المواثيق التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة، وتعتبر بداية لمرحلة فاصلة في التعامل مع الدول والشعوب بل إن الكثير من الأنظمة الحاكمة ببعض الدول قد أصبح الحديث عن «حقوق الإنسان» مصدرا للقلق وللانزعاج من المجتمع الدولي ومن الشعوب والناشطين.
ومن أهم حقوق الإنسان حق التمتع بالصحة والرعاية الصحية وحق الحياة وهي ضمن الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 بالإضافة إلى العديد من حقوق الإنسان ذات الصلة بإجراءات وسياسات الرعاية الصحية وأدبيات الممارسة اليومية لرعاية المرضى.
وقد بادرت العديد من دول العالم بدمج سياسات وبرامج حقوق الإنسان ضمن سياسات الرعاية الصحية على جميع المستويات، بل إن دولا عديدة قد أصدرت قوانين خاصة لحماية المرضى ضمن الاهتمام بحقوق الإنسان فضلا عن أن نظام الاعتماد أو الاعتراف بالمستشفيات يشترط التزام المستشفى بتطبيق معايير حقوق المرضى ضمن سياسات الرعاية الصحية.
وقد صدرت عدة تصريحات صحافية منذ أكثر من عام من كبار المسؤولين بوزارة الصحة عن قرب صدور قانون كويتي لحماية حقوق المرضى بل إنه وحسب المصادر الصحافية فإن لجنة إعداد مشروع قانون لحماية حقوق المرضى برئاسة الوكيل المساعد د.وليد الفلاح قد قدمت المشروع إلى «الفتوى والتشريع» بمجلس الوزراء تمهيدا لتقديمه لمجلس الأمة.
وأتمنى الآن مع تعيين الوزير الجديد د.باسل الصباح أن تكتب شهادة ميلاد القانون الكويتي لحماية حقوق المرضى لأن فترة الحمل قبل ميلاد القانون قد طال أمدها بدون مبرر، ولأن ميلاد القانون أصبح ضرورة لحفظ الحق في المعرفة والخصوصية والسلامة والأمان وإنقاذ الحياة والحماية من الأخطاء الطبية والمضاعفات.
إن صدور قانون كويتي لحماية حقوق المرضى سيصبح مبادرة تضاف إلى رصيد الكويت عن مراعاة حقوق الإنسان والالتزام بالمعايير الدولية المتعلقة بذلك ومن بينها معايير حقوق المرضى وحمايتهم، ولا يمكن أن تكون لائحة حقوق المرضى التي صدرت سابقا بديلا عن قانون حقوق المرضى والذي يبدو أنه ضل الطريق بين الحكومة ومجلس الأمة.
وأتمنى ان نراه قريبا بين التشريعات الكويتية الرائدة وفي دولة القانون.