مع بداية الإجازة الصيفية وانتهاء الانضباط المدرسي تعيش معظم البيوت حالة من الحرية المفرطة من الأبناء والبنات فيما يتعلق بالتغذية أو السلوكيات الحياتية ولا يهتم أحد بأن تكون الوجبات صحية وكثرة الطلبات من المطاعم والمشروبات الغازية عالية المحتوى من الدهون والسكريات والأملاح والمواد المضافة وقليلة المحتوى من الألياف مما يؤدي إلى تحويل موسم الصيف إلى مهرجان الأغذية غير الصحية للشباب وزيادة الوزن والسمنة بالإضافة إلى التدخين وكذلك الخمول البدني وعدم مزاولة النشاط البدني بانتظام.
إن التراخي وعدم الاكتراث بأغذية وانماط حياة المراهقين والشباب قد يؤدي إلى معاناتهم الصحية من عوامل الخطورة ذات العلاقة بأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول والدهون في الدم.
ومع قدوم الصيف يجب مضاعفة الاهتمام بالتغذية الصحية وأنماط الحياة الصحية للشباب والمراهقين وتطبيق سياسات مشتركة لذلك يتعاون الجميع في تنفيذها وخصوصا أن لدينا وزارات وهيئات لا تنقصها الإمكانيات ولكن نحتاج إلى خطط وبرامج مدروسة وتنطلق من أرقام ومؤشرات تدق جرس الإنذار حول عوامل الخطورة التي تجعل الشباب فريسة لأمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية ما لم نتحرك جميعا بسرعة لوقايتهم من عوامل الخطورة للأمراض المزمنة والتي يجب ألا تغيب عن خطة التنمية بالبلاد إذ إن الاستثمار في الصحة هو أكثر أنواع الاستثمار ربحا وجدوى على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
إن الأسر والنوادي والوزارات وجمعيات النفع العام عليها مسؤوليات وطنية يجب أن تقوم بها في هذا الشأن لحماية الشباب والاستثمار في صحتهم كأحد المحاور الرئيسية باستراتيجية وخطة عمل وطنية للاستثمار البشري مرتفع العائد.
وعندما نتحدث عن استراتيجية وطنية لصحة الشباب والمراهقين فإن الموضوع يجب أن يؤخذ بروح المسؤولية والإحساس بضرورة وجود وتنفيذ مثل تلك الاستراتيجية وارتباطها برؤية الكويت 2035 التي لن يبنيها سوى سواعد أبنائها من شباب اليوم.
ويجب على من يضع مثل تلك الاستراتيجية أن يدرك التحديات المتعلقة بصحة وحياة الشباب دون أن ندس الرؤوس في الرمل حتى نحافظ على ثروة الوطن من الشباب والمراهقين.