الحمد لله على نعمة وجود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أميرا لبلادنا الكويت، فسموه بحنكته وحكمته حفظ لنا وطننا من كل شر ويؤمن له الأمن والأمان والاستقرار. وكعادة سموه افتتح دور انعقاد مجلس الأمة الثالث من الفصل التشريعي الخامس عشر بإلقاء كلمات مضيئة لدرب أبناء شعبه للاستمرار في مسيرة الديموقراطية فكرا وممارسة وبالتعهد بحماية الدستور وعدم السماح بالمساس به حيث انه الضمان الأساسي بعد الله لأمن الوطن واستقراره.
وأشار صاحب السمو إلى أن هدف الكويت من الوساطة الخليجية ان يتم إصلاح ذات البين وترميم البيت الخليجي وحمايته من الانهيار، حيث ان مجلس التعاون الخليجي هو بارقة الأمل والشمعة المضيئة لجميع أبناء الخليج العربي.
وقد دعا سموه الشعب لتوحيد الكلمة والتعاون بما يحقق التنمية الشاملة المستدامة لحل جميع التحديات الداخلية وليكونوا يدا واحدة أمام المخاطر والكوارث الخارجية لاستمرار تحقيق الأمن للبلاد وحماية الوطن الغالي من الفتن والحروب.
ولا بد من العمل ببرنامج الإصلاح الاقتصادي وتحقيق تنوع مصادر الدخل وتعزيز الإيرادات غير النفطية وتحسين كفاءة الأداء الحكومي لبناء مستقبل جديد لبلادنا الكويت طبقا لرؤية سموه بأن تكون الكويت مركزا إقليميا رائدا ماليا وتجاريا وثقافيا ومؤسسيا بحلول عام 2035.
وطلب سموه من الجميع أن يتبصروا خطواتهم قبل أن تضل الرؤية وترتبك معايير الحق والباطل وتضيع المصلحة العامة، وخص بالذكر أعضاء مجلس الأمة بأن الرقابة المسؤولة ضرورية بحكم الدستور والقانون وللمصلحة الوطنية ولكن ألا تحيد أو تنحرف بما يؤدي إلى هدر الجهد والوقت وتبديد الإمكانات وبما تحمله من بذور الفتنة والفرقة.
وعبّر صاحب السمو عن تألمه مما يقوم به البعض من إساءة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بذريعة حرية الرأي إذ إن البعض تمادى في زرع الفتن وبث الأحقاد والبغضاء وقام بتأجيج الرأي العام والإساءة لبعض الحكومات والشعوب وصارت وسائل التواصل الاجتماعي نقمة وخطرا يهدد الأمن الاجتماعي وقيم المجتمعات ويوهن الوحدة الوطنية ولابد من الإسراع لإصلاح هذا الخلل لتكون وسائل التواصل الاجتماعي نعمة نستفيد منها بدلا من أن تكون بؤرة للخراب والدمار.
واختتم سمو الأمير كلمته بثقته الغالية بأبناء الوطن لحرصهم على توحيد الكلمة والتعاون المأمول بين المجلس والحكومة لتكون هذه بداية جديدة لعهد مليء بالآمال والطموحات لتظل كويتنا شامخة وعالية ومنارة للحضارة والأمن والأمان والازدهار وأن يحظى الجميع بالتوفيق.