ينظر المجتمع إلى الجامعة باعتبارها منارة فكرية وتنموية ولديها الإمكانات البشرية والإبداعية لحل المشاكل المجتمعية، ومنذ إنشاء جامعة الكويت فإن دورها في تنمية المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات كان في المقدمة بما حباها الله به من إمكانات بشرية من الأساتذة وأعضاء هيئات التدريس الأجلاء. والآن لدينا جامعات خاصة أيضا ولا زلنا بحاجة إلى المزيد من الاستفادة من إمكانات الجامعات لوضع استراتيجيات ميلاد الإبداعات والابتكارات في جميع نواحي الحياة ومن خلال مراكز بحثية توجه جهودها وإمكانياتها حيال المجتمع ومشاكله.
وأرجو أن نسمع قريبا صوت صفوة المجتمع من أهل العلم والاختصاص في مشاكل عديدة مثل ازدحام الطرق وتطاير الحصى في الشوارع وحالات العنف في المجتمع سواء كانت في المنازل أو المدارس أو في الأماكن العامة، والمشاكل التي تهدد صحة وحياة الأطفال مثل السمنة وزيادة الوزن ومرض السكر. وهذا بالإضافة إلى العديد من المشاكل التي تعصف بالمجتمع مثل المخدرات وبصفة خاصة بين الشباب. وأعتقد أن جامعة الكويت والجامعات الخاصة لديها الكثير مما يمكن أن تقدمه خارج المدرجات وقاعات الدراسة لو أتيحت الفرصة للاستفادة من أساتذتها وإمكانياتها بدلا من الاستعانة بجهات أخرى قد لا يكون لديها نفس الكفاءات والخبرات الموجودة لدينا.
وأتمنى من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية أن يضع جامعة الكويت في مكانة مناسبة ضمن جهود ومبادرات وضع ودراسة وتقييم ومتابعة خطط وبرامج التنمية في البلاد وفي جميع المجالات لأن الوطن يجب أن يستفيد من علم وكفاءة وخبرات الصفوة من أبنائه المبدعين الذين بلا شك لن يتأخروا عن تلبية نداء الوطن الذي زودهم بكل ما يحتاجونه.
وفي نفس الوقت يجب أن نرى في كل كلية بالجامعة منصب مساعد العميد للتنمية المجتمعية لتنظيم إسهامات الجامعة وكلياتها في خدمة المجتمع. وهكذا تتقدم المجتمعات والأمم والشعوب عندما تتاح الفرصة للعلماء والصفوة لتقدم الصفوف بالعلم وأعتقد أنه يومئذ يتوارى عن المشهد الكثير من الأقزام. وإنني أدعو وسائل الإعلام أن تنشط في إلقاء الضوء على ما تخطط له وتقوم به جامعة الكويت من مبادرات تنموية لخدمة المجتمع وجهود الصفوة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بها في مسيرة التنمية بالبلاد حتى يتقدم الوطن نحو كويت المستقبل ويكون علماؤها في مقدمة الصفوف.