وسط مجتمعات تسود فيها موروثات وثقافة تهميش المرأة وحرمان المجتمع من قدرات ومهارات المرأة بالرغم مما تحققه من نجاحات عند توليها مقاعد المسؤولية والقيادة في جميع المجالات فإن مؤشر المساواة بين الجنسين الذي يستخدم لقياس دور المرأة التنموي من جانب المنظمات الدولية مازال دون الطموح في المنطقة العربية.
وفي تقرير المرأة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية الصادر عن منظمة المرأة العربية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز القاهرة للتنمية فإنه وحسب ما جاء بالتقرير في الصفحة رقم 14 فإن هناك ارتفاعا في نسبة عدم المساواة بين الجنسين في الوطن العربي، حيث بلغ المتوسط باستخدام مؤشر المساواة بين الجنسين 0.535 في المنطقة العربية بينما المتوسط العالمي 0.443 أما في دول أوروبا وآسيا الوسطى بلغ 0.279 أي حوالي نصف ما سجله للمنطقة العربية.
ويرصد التقرير أنه بالرغم من أن المرأة تقع في قلب الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، إلا أن الواقع بالمنطقة العربية بعيد عن تعزيز دور المرأة للعمل على تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.
وتتناول الدراسة استعراض دور المرأة ضمن كل هدف من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من خلال تصنيفها إلى ثلاث مجموعات من حيث علاقتها بدور المرأة، ويتناول التقرير وزن المساواة بين الجنسين ضمن مؤشرات متابعة الأهداف، حيث بلغت النسبة 22%0 وقد توصل التقرير إلى مجموعة توصيات محددة وأشار إلى مسؤولية كل وزارة عما يتعلق بها من توصيات حتى يمكن تحويل هذه التوصيات إلى قرارات صائبة مرتكزة على دراسة أجريت بمنهجية علمية لتقييم الوضع الحالي لدور المرأة العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستثمار في تمكين المرأة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو من المسؤول بالكويت عن التعامل مع هذا التقرير المهم وغيره من تقارير المنظمات الدولية بما تتضمنه من معلومات وتوصيات يجب الاستفادة منها لتعزيز دور المرأة الكويتية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030.