تحل علينا في شهر فبراير من كل عام أيامنا الوطنية السعيدة، ويحل علينا هذه العام اليوم الوطني الـ 59 ويوم التحرير الـ39 وتكتسي الكويت في هذه المناسبات بالأضواء والأعلام على معظم المباني والبيوت، ويشارك جميع المواطنين والمقيمين بالفرح والابتهاج، ويقوم البعض بالتعبير عن ذلك بالمسيرات ورفع الأعلام الكويتية والبعض الآخر باستخدام مسدسات ورشاشات الماء والبالونات المليئة بالماء وقذفها على الآخرين وهم بهذا التصرف يزعجون الآخرين وقد يسببون لهم بعض الإصابات.
إن الفرح بالمناسبات السعيدة لا يكون بإيذاء الآخرين ولا يكون باستخدام المسدسات التي قد تملأ بالماء أو بسوائل أخرى تسبب الحساسية والعاهات للبعض ولا يكون برمي الأوساخ في الشارع أو استخدام رشاشات الفوم لأن لوطننا حقا علينا بأن نحافظ على نظافته وألا نؤذي الآخرين ليعم الفرح على الجميع.
لقد حضرت بعض الاحتفالات في بعض الدول الأوروبية في مناسباتهم الوطنية ولاحظت أن الجميع يبتهجون في هذه المناسبات ولا تستخدم فيها أي مواد ضارة أو سوائل، وعندما يمازحون بعضهم البعض لا يكون المزاح مع من لا يعرفونه ويكون ذلك بين الأصدقاء أو الأهل.
وقد تكلمنا سابقا وذكرنا أنه يجب منع استخدام مسدسات الماء والفوم، ولكن مع الأسف بدأت المحلات تروج لها وترفع أسعارها، حيث إن الجميع يستخدمونها لهذه الاحتفالات ولا أعلم كيف يسمح ببيعها وتداولها في كل مكان ولم تمنع حتى الآن مع العلم أن العديد من الإصابات تسجل كل عام نتيجة هذه الاحتفالات بالإضافة إلى حوادث الدهس وتتحول هذه المناسبات إلى حزن وألم للمصابين وذويهم بدلا من الأفراح والسرور.
إنني أرجو من المسؤولين أن تتم مصادرة جميع المسدسات التي يستخدم فيها الماء وكذلك علب الفوم «الرغوة»، ومعاقبة من يستخدمها وكذلك تحرير المخالفات لمن يستخدم البالونات المليئة بالماء أو المسدسات والتي قد يملأها البعض بسوائل ضارة للآخرين.
الوطن بحاجة إلى الوفاء له ويكون ذلك بحفظ نظافته ورسم الابتسامة على الوجوه بدلا من الحزن والألم وتمثيل البلاد بأحسن وجه أمام كل من جاء للكويت للاحتفال معنا في أيامنا الوطنية السعيدة.
وأتمنى للجميع أياما وطنية سعيدة في ظل قيادتنا الحكيمة فالوطن غال علينا جميعا وواجب علينا أن نحافظ عليه من كل شر أو أذى.