يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة التدخين والذي يوافق 31 مايو من كل عام وقد حددته منظمة الصحة العالمية لإلقاء الضوء على ما تقوم به دول العالم لتنفيذ الاتفاقية الإطارية العالمية لمكافحة التبغ FCTC والملاحق التكميلية لها.
ولكن هذا العام ألقى وباء أو جائحة كورونا المستجد بظلاله الثقيلة على كل شيء ولم تكن هذه المناسبة استثناء من البرامج أو الخدمات التي توقفت أو غابت عن الاهتمام، حيث إنه لا صوت يعلو فوق صوت كورونا المستجد وكاد العالم ينسى العديد من التزاماته بشأن الصحة والتنمية.
أما مكافحة التدخين وما تحقق من إنجازات فإنها تحتاج إلى تنشيط الذاكرة وإعادتها إلى سلم الأولويات ضمن الالتزام بالأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 ولكن الضغوط المترتبة على إجراءات احتواء كورونا المستجد والظروف الاستثنائية غير العادية أدت إلى تراخي الاهتمام بمكافحة التدخين، بل إن ترويج وتسويق منتجات التبغ بل وتهريبها شهد رواجا في ظل الانشغال بكورونا المستجد وتضاعفت معدلات التدخين في مجتمعات كثيرة وبين فئات جديدة لم تكن من بين الفئات السابقة.
والآن وبحلول 31 مايو، فقد آن الأوان لعودة النشاط والزخم إلى برامج مكافحة التدخين انطلاقا من علاقة التدخين بكورونا المستجد كعامل خطورة للوفيات والمضاعفات مثلما هو عامل خطورة لأمراض القلب والشرايين والأمراض التنفسية وسرطان الرئة.
وقد أثبتت بعض الدراسات أن المدخنين عند إصابتهم بفيروس كورونا المستجد تحدث لهم عواقب صحية وخيمة أكثر من غير المدخنين مما يستدعي حاجتهم إلى التنفس الاصطناعي ودخولهم العناية المركزة.
ومع حلول هذه المناسبة هذا العام فإنه يجب مضاعفة جهود التوعية لتذكير المجتمع بخطورة غض البصر عن الممارسات المدمرة للصحة مثل إطلاق تسويق وبيع منتجات التبغ دون رقابة وعدم تفعيل القوانين ذات الصلة لمكافحة التدخين.
ومن حيث المجتمع المدني وجمعيات النفع العام فإن عليهم مسؤوليات كبيرة للتصدي للتدخين، وقد أثبتت قدراتها من قبل في العديد من المناسبات.
فلنعمل جميعا للتوعية لمكافحة التدخين، وخاصة في وجود أزمة كورونا الآن لحماية الجميع من العواقب الوخيمة ولينعم الجميع بالصحة ودون مخاطر.