تنقسم الآراء السياسية في مصر المحروسة إلى خمسة اتجاهات أساسية:
٭ الأول شديد الإعجاب بالإنجازات التي تمت خلال فترتي حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويعتقد ان النظام قادر على تصويب أي أخطاء بنفسه دون الاستماع الى أي آراء أخرى، ويرفض بشدة عودة تيار الإخوان إلى لعب أي دور على الساحة السياسية.
٭ الثاني هو اتجاه يؤيده أعضاء جماعة الإخوان «الإرهابية المنحلة» - بحكم القانون - والمتعاطفون معهم والمؤيدون والحلفاء من بعض التيارات الدينية الأخرى، والذين يغفلون ذكر اي إنجازات، ويطالبون بحل مجلس النواب بل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والعودة الكاملة والفورية لتيار الإخوان خصوصا والإسلام السياسي بشكل عام للمشاركة العلنية في الساحة السياسية.
٭ الثالث هو تيار المعارضة المعتدلة الذي يعترف بالإنجازات ويؤيد الإقصاء الحالي للإخوان، لكنه يطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وفتح الأبواب لمزيد من الحريات السياسية وإعادة النظر في المسجونين في قضايا رأي وقضايا ذات طابع سياسي.
٭ الرابع وتمثله المعارضة المتشددة والتي لا تنكر إنجازات مرحلة السيسي، لكنها تطالب بإعادة تشكيل النخبة السياسية، وإعادة مشاركة جميع التيارات في الحياة السياسية ومعهم الإخوان وجميع تيارات الإسلام السياسي وإعادة تشكيل البرلمان، وبدء المحاسبة لكل ما حدث منذ 2011 حتى اليوم.
٭ التيار الخامس والأخير، وتمثله الكتلة الحرجة أو «حزب الكنبة» الذي يهمه «استقرار» البلد، ولا مانع من دفع ثمن هذا «الاستقرار» سواء في شكل تضييق لبعض الحريات، او أداء اقتصادي يدعو للخوف من المستقبل، او تحييد بعض التيارات بعيدا عن العمل السياسي، وبخاصة الإخوان، ويمكن أيضا غض النظر عن بعض «الممارسات» المتطرفة مقابل ألا نصبح مثل: سوريا والعراق واليمن وليبيا!
ومع تزايد الفجوة بين هذه الاتجاهات، وتمترس كل توجه خلف قناعاته وآرائه جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإطلاق حوار وطني سياسي مع كل القوى دون استثناء أو تمييز خلال إفطار الأسرة المصرية في نهاية أبريل الماضي ثم مصافحته للمعارض والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي إيذانا ببدء مرحلة جديدة.. ولكن.. وللحديث عن «..ولكن» هذه بقية، إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]