.. يبدو أن المنطقة بصدد رسم خريطة جديدة لمستقبلها الاقتصادي، فبعد «النقلة» الاقتصادية التي حققها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لدبي، ووضعها في مكان بارز من خريطة الاقتصاد العالمي وتحويلها مقصدا للسياحة الدولية على مدى عقدين، يجيء مشروع «نيوم» الذي يمثل فكر ولي العهد السعودي الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ليحدث «قفزة» نوعية للوضع الاقتصادي في المنطقة كلها، ويرسم مستقبلا خارج كل التوقعات، يتماشى مع الفكر الجديد الذي بدأ يفرض نفسه، كاشفا عن رؤية ولي العهد السعودي الشاب التي بدأ تنفيذها بالفعل على أرض الواقع، وعلى مستويات عديدة.. إيجابية ومبشرة.
«نيوم».. الاسم جاء من لفظ «NEW» بمعنى الجديد وحرف «م» من كلمة «مستقبل» العربية..
وتفاصيل المشروع، كما شرحها ولي العهد السعودي، تؤكد أننا بصدد «قفزة حضارية للإنسانية» ستنقل الاقتصاد السعودي إلى آفاق مختلفة وجديدة في عصر ما بعد «النفط والغاز»، وما يهمني هنا هو الدور المنتظر لمصر في هذا المشروع الحضاري خاصة في ظل معلومتين:
1 ـ أن المشروع سيشمل الأردن ومصر إلى جانب السعودية.
2 ـ قبل عام ونصف العام تم توقيع اتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة شمال سيناء، والتي تم توقيعها في ابريل 2016 ضمن 21 اتفاقية أخرى.
وهنا يحق لنا أن نعيد السؤال: ما دور مصر؟ هل يراهن المشروع على ضرورة القضاء على الإرهاب في شمال سيناء التي تبعد دقائق عن المشروع العملاق خاصة بعد إنشاء جسر الملك سلمان، ذلك الحلم الذي سيربط أفريقيا كلها بآسيا والخليج؟
وهل علم المسؤولون في مصر عند توقيع هذه الاتفاقيات في ابريل 2016 ان منطقة «شمال سيناء الحرة» ستكون المنفذ الرئيسي لمشروع «نيوم» على البحر المتوسط، وبالتالي أوروبا؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل تم الاستعداد والتجهيز على مدى عام ونصف العام لتأخذ مصر حصتها ومكانها في هذا المشروع الحيوي؟..
أم إننا كالعادة «نيام» حتى يستيقظ «الآخرون» من حولنا، و«تطير الطيور بأرزاقها» ثم نبكي على اللبن المسكوب؟
تحية لولي العهد السعودي الشاب على «أفكاره» التي بدأت تؤتي أكلها، وتحية أكبر لحرصه على إشراك مصر في هذا المشروع العملاق..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]