أسابيع قليلة وتنتهي أعمال الإزالة والهدم ويتحول جزء من أعرق وأقدم أحياء القاهرة إلى ذكريات وأطياف تسبح في أذهان سكانه.
مثلث ماسبيرو.. أو المثلث الذهبي الذي تتكون أضلاعه الثلاثة من شارع الجلاء وشارع 26 يوليو وشارع كورنيش النيل، وتلامس رؤوس المثلث بنايات: هيلتون رمسيس، ووزارة الخارجية، والمعهد الإيطالي.
جزء عتيق من تاريخ القاهرة، تعبق حاراته بحكايات من أيام المماليك وتتخلل عطوفه قصص الحملة الفرنسية.. آه يا حىّ «بولاق أبو العلا» ويا أساطير الفتوات والحرافيش!!
هي سُنة الحياة، ومعاول الهدم التي يعقبها علو البنيان، وما يهمني الآن أن يكون المستقبل امتدادا لماض عريق مشرب برائحة التاريخ، وألا تتحول المنطقة المتاخمة للقاهرة الخديوية بمبانيها الأنيقة ذات الطابعين الفرنسي والايطالي الراجع للقرن الـ19، لتصبح مدينة زجاج وأسمنت كما لو كنا في نيويورك أو مانهاتن حيث «لا حضارة» الزجاج والألومنيوم والحديد والاسمنت!!
وكمصري و«قاهري» و«بولاقي» عريق أتمنى أن يتابع بنفسه المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الكبرى ما سيحدث في هذا الجزء الحيوي من قلب القاهرة، فقد تمت الموافقة عام 2015 على المخطط والتصميم الذي وضعته شركة «فوستر بارتنرز» العالمية، على أرض يتجاوز ثمنها وقتها 7 مليارات جنيه، اعتقد أنه تضاعف الآن، مع الحفاظ على المباني التاريخية كمسجد أبو العلا، ومتحف المركبات الملكية، ومبنى التلفزيون «ماسبيرو»، ووزارة الخارجية.. وألفت نظركم إلى أن هناك أكثر من «مطور عقاري» يمتلك مساحات كبيرة في المنطقة، وهؤلاء يبحثون عن الربح المالي، ولا ألومهم على ذلك، ولكن من حق الدولة إلزامهم بالمخطط المعتمد، دون أي تطبيق للقاعدة الذهبية سيئة السمعة «خالف ثم ادفع الغرامة»!! فأي مخالفة هنا ستشكل نقطة سوداء في جبين قلب العاصمة،.. رجاء لا تسمحوا لأحد بتشويه جديد، فكفى ما تعانيه المنطقة المحيطة من تشوهات تصل حد البشاعة ونظرة واحدة من أعلى وزارة الخارجية أو سطح هيلتون رمسيس أو مبنى جريدة الأهرام كفيلة تماما بتأكيد ما أقصد بالبشاعة.
رجاء.. للمهندس إبراهيم محلب استحلفك بالله دعهم «يجملون» قاهرتنا.. دون أن يشوهوها.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]