.. اراجوز وسايقها هبل في جنان
وأنا قلبي ملان جدعنه وحنان
وأبان ساهي سهتان سهيان
إنما عقلي للعدل ميزان
أنا فلته.. إنما مش فلتان
وساعات حرنان.. وساعات زنان
يمكن علشان وحداني..
وماليش أراجوزه تاخدني بالاحضان..
.. هكذا لخص الفنان العالمي الراحل عمر الشريف «حكاية» «الأراجوز» في أغنية بالفيلم الرائع الذي حمل نفس الاسم.
وقبل أن تذهب أفكاركم بعيدا.. وتحلق خيالاتكم عاليا فأنا لا أقصد بـ «الأراجوز» ذلك السياسي العجوز المتصابي.. صابغ الشعر الأبيض.. شادد الوجه المترهل.. شافط «الكرش» المتهدل، الذي يتصدر المشهد مباشرة خلف «الزعيم» أي زعيم من ناصر 52 إلى سيسي 2014 مرورا بالسادات الانفتاحي ومبارك «الرصين» ومرسي المحبوس، وبينهم صوفي وطنطاوي ومنصور في فترات انتقالية.
ووالله.. لا أقصد أيضا «الإعلامي اللامع» الذي انحنى مُقبلاً يد صفوت الشريف، وانكب على يد جمال مبارك ثم خطب مؤيدا الإخوان واحتضن أعضاء المجلس العسكري قبل أن يمجّد كل خطوات الرئيس.. أي رئيس وكل رئيس.
كما لا أشير أبدا إلى «رجل الأعمال» الذي «ابتلع» خيرات الانفتاح اواسط السبعينيات، و«لهط» أراضي البلد في عصر مبارك «الرصين»، ومازال يشيد «الكومباوندات» وينصب على الناس حتى يومنا هذا.
أقصد حقيقة «الأراجوز» الحقيقي، ذلك الفن المصري الشعبي الأصيل الذي يعود إلى القرن العاشر الهجري عندما كان الفنانون يلاطفون المرضى في مصر مستخدمين دمى خشبية، وجاء وصفه على لسان علماء الحملة الفرنسية.
قبل أيام ـ ودون أي ضجة إعلامية- نجح الصديق العزيز جدا الهادئ.. الواثق.. المحترم الدكتور نبيل بهجت في أن يحصل على موافقة «اليونسكو» على تسجيل «الأراجوز» ضمن قوائم التراث الثقافي العالمي غير المادي، في قرار تاريخي للجنة الحكومية الدولية لصون التراث غير المادي، وكان القرار بالإجماع.
صديقي «العزيز جدا» د. نبيل بهجت، مبروك لك ولمصر، فلم يضع مجهودك لأكثر من 18 عاما هدراً، ولم يذهب تحملك لانتقادات السفهاء، واستهتار أشباه المثقفين هباء.
أذكر ذلك الذي سألك «بخبث»: حضرتك أستاذ جامعة.. وبتاع ـ لامؤاخذه ـ اراجوز؟.. فأجبته واثقاً: أيوه.. بتاع أراجوز لأنه مصري.. لأنه مننا.
مبروك يا دكتور مرة ثانية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]