جعفر محمد
ابتلانا الله ببعض النواب في البرلمان، شغلهم الشاغل اختلاق الأزمات السياسية، وهمهم القاتل لنا ممارسة اللعبة بدون قوانين وقواعد اللعبة نفسها، فهم في واد والنضج السياسي في واد، يسلكون دروب التأزيم لا عن قناعة بل عن جهل مطبق، تحركهم قواعدهم في تقديم اقتراحات دافعها الشهوة بكل عناصرها، فنائب يرى أن الاختلاط في الجامعة يبيح المحرمات وينتهك الحرمات، بينما في الوزارات والهيئات يجوز، ويعلل بأن عمر الطلبة وفكرهم هو مربط الفرس في قضية الاختلاط، ونسي أو تناسى البعض أن المراهقة سلوك غير مرتبط بتاتا بالسن، ولنا ولكم وللنواب شواهد يمل من رصدها الراصدون، فهنا تُلعب السياسة دون قوانين وقواعد اللعبة كمن يلعب الشطرنج بقانون الدامة، وفي الطرف الآخر نائب يرى أن الاختلاط مثمر وله من الإيجابيات ما ليس لعدمه، فيهرول لتبني قوانين برغبة تلغي ما تم تشريعه في هذا الخصوص، فالأول تحركه شهوة الطلبة غير آمنين مما قد يحدث جراء اختلاطهم، والثاني تحركه شهوة الطلبة الذين يستطيعون التحكم بغريزتهم ويرفضون من النواب تغييب عقولهم، وبين هذا وذاك يخرج لنا نائب ثالث تحركه شهوة الانتقام فيهدد بإلغاء قانون الحقوق السياسية للمر أة، ورابع تدفعه شهوته المتفرعة من شهوات الزبائن بتقديم قانون يجرم عمل المرأة بعد الثامنة مساء كيلا يحدث ما لا تحمد عقباه في عقله الباطن، وخامس يستجمع كل الشهوات ليقترح فصل الإناث عن الذكور في كل دوائر الدولة، فهل بعد هذا التفكير نتطلع لبناء مجتمع مثقف نوابه هكذا يريدون له من خلال مقترحاتهم، أم هل لنا أن نتساءل أن من وضع الدستور قد كانت غاياته بهذه السطحية، أم أن الممارسة النيابية أصبحت على نمط هوشات شرق وجبلة؟
من المسؤول عن كبح جماح نواب الشهوات، ومن المفترض فيه توجيههم حتى ننمي الكويت وننطلق لأجيال تؤطر العمل البرلماني وتضعه في الطريق الصحيح، لماذا يقف بعض النواب من شهوات زملائهم موقف الصامت، الذي سكت مؤيدا دون أن يؤيد هذا الطرح المنتقص من كرامتنا نحن الشعب الكويتي، قد ننتقد فاطمة حسين وحرق العباءة، وقد نختلف مع من أيد النقاب وجعله مقدسا، ولكننا نتفق على أن البيئة الكويتية في الأسرة بيئة محافظة قاعدتها الأخلاق، يشذ منها القليل شأنها كباقي المجتمعات، وإلا بماذا سيجيبني نواب الأمة الذين تحركهم شهواتهم عن قضايا شرف واغتصاب قد تحدث في اطهر بقاع الأرض؟
كلمة راس:
وصلتني رسالة من أحد القراء فيها من الشتم والقذف ما يعف عنه لسان الفاسق، وبفضل التكنولوجيا وتطورها عرفت هذا الشخص، فإذ به كاتب زميل في إحدى الصحف. عندها تذكرت قول الشافعي:
أعرض عن الجاهل السفيه
فكلما قال فهو فيه