الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس الأمة 2020 بدأت تظهر بوضوح وتزداد وتتوسع في استخدام أدواتها التي من شأنها ضمان الوصول لشريحة كبيرة من الناخبين.
ولتقريب الصورة أكثر وأكثر، نحن الآن ننتخب مجلس أمة إلكترونيا من خلال اختيار المرشحين (عن بعد) لأول مرة في تاريخ الكويت الديموقراطي، وهذا واقع فرضه علينا الظرف الصحي الطارئ المتمثل في جائحة كورونا.
وما يتعارض مع توصيات السلطات الصحية من إقامة المقرات الانتخابية وافتتاح الدواوين الرسمية المعروفة والندوات الانتخابية أصبحت خارج الحسبة التقليدية في هذه الانتخابات، لذلك كانت هنالك بدائل أخرى سيكون لها سبب لا يستهان به لحسم الأصوات خاصة لأصحاب التجربة الأولى في التصويت في هذه الانتخابات البرلمانية ومن ليست لديهم متابعة وخبرة سياسية أو رصد لمواقف النواب السابقين أو المرشحين الجدد الحالين.
ومن أهم الأدوات في هذه المعركة الانتخابية الإلكترونية عن بعد موقع التواصل الاجتماعي الشهير والأوسع انتشارا «تويتر» من خلال الترويج للأفكار والأطروحات، وهو يعد مرجعا للمرشح يمكن لناخبين تصفحه لمعرفة مواقفه وتوجهاته وميوله السياسية والتشريعية ومشاهدة التفاعل مع الجمهور بين مؤيد ومعارض له.
فيمكن لتغريدة واحدة أو موقف ضد مطلب شعبي أن تطيح بالمرشحين، ونذكر هنا على سبيل المثال ما حدث مع الوزيرة السابقة والمرشحة الحالية في الدائرة الأولى د.غدير أسيري بسبب آراء شخصية تجاه قضية رأي وموقف في صفحتها بموقع تويتر تم رصده لها وتسبب في الهجوم عليها حتى قبل أن تؤدي القسم رغم إغلاقها حسابها الشخصي، وكانت النتيجة استقالتها وخروجها من الحكومة السابقة، فلكل كلمة وموقف تأثير على الساحة السياسية.
أيضا من الأدوات التي لاحظتها وأصبحت ظاهرة في هذه الانتخابات (الدعايات الانتخابية المصورة) على طريقة العروض الترويجية للمسرحيات من خلال استخدام المؤثرات والمشاهد التمثيلية بسيناريو معين، يشخص المشاكل والانتكاسات والتراجع التشريعي والفساد ثم يختم بظهور المرشح بكلمة غالبا ما تكون شعار حملته الانتخابية، وللأسف أجد الكثير من المبالغة في بعض الدعايات الانتخابية، والبعض الآخر بسيط ويؤدي الغرض والهدف المطلوب لعرض المرشح للناخبين.
٭ بالمختصر: الانتخابات مثل الاختبارات الدراسية على المرشح الاجتهاد لينجح ويصل لمقعد برلماني حقيقي وليس مقعدا تمثيليا دراميا!
٭ رسالة: بعض البرامج الانتخابية التسويقية للمرشحين والتي تندرج تحت مسمى التحليل لفرص النجاح في كافة الدوائر بعضها يفتقد المصداقية والأدوات المهنية التحليلية في المقارنة وفق الفرضيات والمعطيات وتضخيم وتهويل لنجاح لبعض الأسماء سيكون له أثر سلبي عليهم في العملية الانتخابية.
وفي الختام يؤسفني التقسيمات والتصنيفات في عملية حسم المقاعد وباعتقادي لن يتغير ذلك إلى أن تتطور العملية الانتخابية نحو نظام انتخابي أفضل وأشمل يجمعنا على تصنيف واحد وهو «من أجل الكويت»، ودمتم بخير.