بدأ العمل الفعلي لنواب مجلس الأمة مع افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السادس عشر، فهل يأتي التغيير بنتيجة؟
ما سبق جلسة الافتتاح من اجتماعات بين تكتل مجموعة شغل الرأي العام وشحن الساحة السياسية وتصعيد لغة الصدام بين مؤيد ومعارض للحكومة ومن خلال ما يقارب 3 اجتماعات لتحديد منصب رئيس المجلس حضرها أغلبية نيابية تقدر بعدد 43 نائبا لصالح بدر الحميدي كذلك كانت هنالك كتلة تشكلت تلقائيا في أذهان المعارضين من النواب الذين لم يحضروا الاجتماعات من مبدأ إذا لم تكن معي فأنت ضدي!
هذا المشهد حدث من قبل في انتخابات رئاسة البرلمان في عام ٢٠١٦ وجاءت النتيجة معاكسة تماما، وهذا أيضا ما حدث هذا العام، لم تستطع المعارضة الالتزام بقرارها بأغلبية كبيرة وحدث نوع من الفوضى في الجلسة واستخدمت المعارضة لأول مرة تقنية الباركود برقم لكل نائب لإثبات الالتزام بالتصويت للنائب بدر الحميدي على كرسي الرئاسة، ولكن تحولت أغلبية الأصوات إلى ٢٨ صوتا فقط مقابل ٣٣ صوتا لرئيس المجلس مرزوق الغانم.
انتهت القصة وأول أزمة في هذا المجلس واتضحت بعض المواقف مبدئيا والبعض طبق مقولة اتفقنا على ألا نتفق.
وبعد اختيار أعضاء اللجان الدائمة والمؤقتة سيبدأ الجميع بالعمل، والملاحظة أن بعض النواب تم اختياره في عدد كبير من اللجان وهذا أمر غير منطقي في العمل البرلماني التشريعي والرقابي من ناحية التنسيق لحضور هذه الاجتماعات ومن ناحية إعطاء كل لجنة حقها بالعمل الدقيق كذلك يجب التركيز على الاختصاص فالأمر يقاس بالنوع وليس بالكم.
الملاحظة الأخرى كمية الأسئلة والاقتراحات الموجهة من قبل النواب وأعتقد أن هذا المجلس سيحطم الرقم القياسي بنسبة الأسئلة والاقتراحات وهي محاولة لإقناع الناخبين بالوفاء بالوعود الانتخابية وكذلك تجميع رصيد برلماني بشكل سريع والظهور الإعلامي خاصة للنواب الجدد، ناهيك عن احتمالات عدم استمرار هذا المجلس بمدته الكاملة.
من سيتميز هو النائب المدرك للوائح والقوانين الدستورية ومن يكون أكثر تنسيقا وتعاونا مع كل النواب ومن تكون مداخلاته ذات قيمة برلمانية ويقدم قوانين واقتراحات ذات هدف وغاية ويبتعد عن التأزيم والتصادم بين النواب لأسباب شخصية.
٭ بالمختصر: ٤٣، ٢٨، ١٩.. هذه حقيقة المعارضة!
٭ رسالة: عمل النواب الحاليين في هذا المجلس هو استكمال لما قدمه زملاؤهم في المجلس السابق، فيجب عليهم استكمال ومتابعة القوانين والاقتراحات التي لم يبت بها منذ سنوات مثل البديل الاستراتيجي للرواتب، بالإضافة للملفات المهمة خاصة التي أثارتها أزمة كورونا على الساحة.