لأي خطوة في مجال العلاقات والاتفاقيات الدولية حسابات وغايات عديدة معلنة وغير معلنة، وهي غالبا ما تكون ذات منفعة متبادلة للأطراف فلا يوجد شيء دون مقابل.
ومنذ تولي الرئيس الأميركي ترامب زمام الرئاسة في البيت الأبيض وهو يطبق فعليا ما كان يتناوله في برنامجه الانتخابي فهو يتعامل مع الدول كشركات والعلاقات الدولية لديه كالصفقات التجارية، فمثلا يريد أن تدفع دول الخليج والكويت تحديدا ثمن حمايتها وتحريرها من العراق وثمن ذلك المال والنفط!
ولأن الكويت جعلت قضية فلسطين مسألة ثابتة لا تتجزأ وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني ولكن ما أثار التاجر ترامب وهو بدور الرئيس هو زيادة صلابة الموقف الكويتي من خلال عضويتها في مجلس الأمن للانتصار للقدس وذلك دفع ممثلته في مجلس الأمن للانسحاب.
نعم بعض المواقف يدفع أصحابها الثمن وربما غاليا جدا ولسنا بعيدين عن ذلك، خصوصا أن الولايات المتحدة أصبحت تتحيز بشكل أكثر وضوحا للكيان الصهيوني وتضغط بطريقتها على كل من يقف في طريقها.
سنلعب مع التاجر ترامب بنفس الأسلوب والعقلية واللغة التي يفهمها، وبما أن السوق عرض وطلب فسنتعامل مع تجار آخرين وعروض أفضل ولكن ستندهش أن هذا التاجر هو المارد الصيني الذي بينك وبينه حرب اقتصادية تجارية!
ليس هذا فقط، إنها صفقة تجارية اقتصادية سياسية أمنية رابحة، فهذا المارد الصيني سيعيد إحياء طريق سنمر به كالحرير إلى أقصى درجات التطور نحو المركز المالي والتجاري العالمي وحلول ذكية مبتكرة ومقابل مليارات الدولارات.
ومن نعم الله علينا أن الكويت تملك موقعا استراتيجيا يتوسط العالم ويقع تحته حقول من الذهب الأسود والعديد من الجزر يمكن استثمارها من خلال خبرة المارد الصيني لتشكل لنا دخلا إضافيا للنفط.
هكذا تدار العلاقات والاتفاقيات الدولية بمفهوم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، فهي خطوة تعادل مائة عام في المستقبل.
معلومة: أكدت وكالة التصنيف الائتماني العالمية موديز أن الوضع المالي للكويت يبقى من بين أكثر الدول المصدرة للنفط قوة على مستوى العالم وانه لن يتأثر بالسلب لـ 20 سنة مقبلة حتى مع تراجع الطلب العالمي على النفط وانخفاض متوقع للأسعار حتى 2040.