انطلقت من هذه الأرض الصغيرة في المساحة والكبيرة بعطائها، منارة أنارت آفاق الثقافة في سماء الوطن العربي فخاطبت عقولهم وجذبت شغفهم وروت تعطشهم للثقافة والمعرفة، هي فكرة بسيطة ثمارها عظيمة على الكويت أولا والعالم العربي ثانيا بسببها عرف الكثير الكويت وأصبحت علاقتهم بها عشقا ثقافيا من خلال نافذة هذه السفيرة الورقية.
«مجلة العربي».. من خلالها امتدت جسور العلاقات الكويتية مع أقطار العالم العربي يمكن أن نطلق عليها «ديبلوماسية الثقافة» بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، فتاريخ انطلاق المجلة في ديسمبر 1958 أي قبل استقلال الكويت عام 1961 وقبل صدور مرسوم انشاء وزارة الخارجية عام 1962 وقبل انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة وإلى جامعة الدول العربية وقبل ان تفتتح سفاراتنا في الخارج لبذل الجهود الديبلوماسية من خلال السلك الديبلوماسي بما يصب في توطيد العلاقات بين الكويت وشعوب العالم.
ولما تحمله هذه المجلة من ارث ثقافي، وجب الحفاظ عليها وإعطاؤها الاهتمام المادي والمعنوي وأن نستمر بالدفع على بقاء هذه المجلة التي بدأت صغيرة وكبرت وكبرنا معها ومازالت سفيرتنا الثقافية بالخارج ومطلب كل مثقفي العالم العربي.
وها هي مجلة العربي تحتفل بعامها الـ 60 في احتفالية أقيمت بجمهورية مصر العربية بحضور وزير الإعلام محمد الجبري داعما بذلك مجلة العربي ومؤمن بضرورة وأهمية الثقافة وما تحمله من رسالة عظيمة وما تزرعه من محبة للكويت في قلوب العالم العربي.
ما تحتاجه المجلة هو آلية عمل حديثة ومطورة تواكب الرتم السريع الذي يمر به العالم على جميع المستويات بفضل الأساليب التكنولوجية الحديثة مع إعطاء الكفاءات الكويتية المثقفة الفرصة في قيادة المجلة مستقبلا فشبابنا هم مستقبل الكويت ويجب أن نستثمرهم الاستثمار الأمثل.
وما تستحقه «سفيرة الكويت» أكثر من ذلك، فيجب أن يكون لها مبنى مستقلا مخصصا لها هذا أفضل تكريم لتاريخ المجلة وان يكون داخل هذا المبنى قاعات للمحاضرات والندوات الثقافية والفكرية وقاعة للاحتفالات ومعرض للزوار يوثق المسيرة التاريخية للمجلة بأعدادها القديمة ومعداتها مع إضافة طريقة مبتكرة كالجولة بمركبة تضيف الجانب الترفيهي وإعطاء الزائر فرصة بكتابة وإعداد وطباعة عدد مشابه للمجلة ويحتفظ به ويوثق هذه الزيارة بذلك نستفيد أن يكون المبنى مزارا سياحيا ثقافيا جديدا.
أما الاحتفالية السنوية باسم ندوات «مجلة العربي» فيجب أن تستمر ولا تتوقف ويقدم لها كل التسهيلات المادية والمعنوية وأن تكون الاحتفالية تليق باسم وعراقة المجلة ولا يمنع من أن تقام الاحتفالية كل عام في بلد عربي مختلف بالتنسيق مع الجهات الثقافية.
ليس كل حبر على ورق يسمى مجلة.. انها «العربي» سفيرة الكويت ومجلة العالم العربي الأولى.