مبارك عليكم الشهر ورمضان كريم أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات وتقبل الله طاعتكم.
أثار تعجبي بيان وزارة الإعلام ردا على اقتطاعها مشهدا في أحد المسلسلات الرمضانية وجاء بيانها كالآتي: «حذف المشاهد المتعلقة بأحكام الجنائز والمقابر حرصا على مراعاة العادات المتوارثة والأعراف المرعية المستوحاة من ديننا الحنيف».
المشهد كان عبارة عن زيارة الممثلة القديرة سعاد عبدالله لقبر والدها (في المقبرة السنية) ثم زيارتها لقبر والدتها (في المقبرة الجعفرية).
ماذا يريد مقص الرقيب في وزارة الإعلام أن يوصله للمشاهدين! هل من الصحيح إقصاء مشهد، ووصفه بأنه لا يتناسب مع الدين الحنيف! هل هو إشارة إلى نهي من يزور المقابر؟!
أليس الدستور الكويتي يقول إن حرية الاعتقاد مكفولة، فلكل إنسان أن يعتنق دينا وتنص غالبية الدساتير على حرية الاعتقاد الديني وحرية ممارسة شعائر الأديان شريطة ألا تتعارض مع النظام العام والآداب في الدولة.
هل هذا الأمر ينطبق على زيارة المقبرة والدعاء للوالدين وقراءة القرآن الكريم عند القبور؟
يجب أن تسعى كل وزارات الدولة بما فيها وزارة الإعلام إلى ترسيخ صورة التسامح الديني وتقبل الآخر ومعتقداته، ولا أعتقد من أصدر هذا البيان استشار وجهات النظر من أطراف عديدة بل أصدره من جانب واحد وأثار استياء الكثيرين بسياسة الإقصاء والتهميش لواقع نعيشه فكم من مواطن ومواطنة يزورون المقبرة أو لديه أبوان مسلمان من مذهبين مختلفين أو أشقاء مسلمين من مذهبين مختلفين.
وعلى وزارة الإعلام إعادة تشكل اللجنة المعنية بمراقبة وإجازة النصوص التلفزيونية للمسلسلات والبرامج والمواد الإعلامية والتأكيد على عدم تناقضها اتجاه الإجازة والمنع للأعمال وقطع المشاهد سواء في شهر رمضان أو باقي السنة. نحن مع منع المشاهد المخلة بالآداب العامة والألفاظ والكلمات التي لا تنتمي للمجتمع الكويتي كما يمكن إيصال الصورة السلبية للقضايا التي تهم المجتمع ونبذها لخدمة الجانب التوعوي ويمكن إدراج دورات تدريبية للمؤلفين يقدمها أصحاب الخبرة في المجال الإعلامي والتربوي والديني ويتم اعتمادها من قبل وزارة الإعلام.
رسالة: سياسة منع الكتب وسياسة اقتطاع المشاهد من المسلسلات غير مجدية فبعد أنا كانت الكويت منارة الحريات ومقصد القراء والمثقفين أصبح معرض الكتاب مقبرة للكتب والمثقفين في وقت تتطور فيه دول المنطقة نحو الانفتاح الذي كنا نسبقهم فيه! كما أصبح المشاهد يتجاهل تلفزيون الكويت ويتابع القنوات الكويتية الخاصة والقنوات الخليجية، ويبحث في شبكة الإنترنت ليشاهد ويقرأ كل ما تمنعون.