أتمنى لكم في هذا العام وفي كل عام دوام الصحة والعافية، يوم يفصل بين سنة ميلادية وأخرى فنترك عاما مضى ونستقبل عاما جديدا لعل وعسى يكون أفضل بأمر الله.
عام قاس جدا، لماذا أقول ذلك؟ وهذا لا يعني أني غير متفائل بينما يجب ان نقف عند محطات عديدة سيمر فيها قطارنا في سكته بالعام الجديد.
سياسيا، بداية النهاية للفصل التشريعي الخامس عشر في دور انعقاده الرابع، وهذا يعني كما تعرفون في عالم السياسة مزيدا من البطولات والتصريحات النيابية والمشاكسات مع الحكومة، فستجدون كلمة استجواب مثل «السلام عليكم» فحصد قفشات مصورة لدعم الحملة الانتخابية القادمة يحتاج لهذه «الحركات».
فنصاب بتخمه من السياسة التي ما أن تقف حتى تنصب المقرات الانتخابية ليعرض لنا كل مرشح بضاعته ثم يسد جوع الحضور بوجبة «دسمة» كفيلة بان تجعلك تقول كثر الله خيرك و«ما عندنا غيرك» وتمر إلى يوم الانتخاب وهو اليوم الوحيد الذي يكون فيه المرشح على أعصابه إلى أن ينجح وانت تبقى على أعصابك لمدة اربعة أعوام!
اقتصاديا، ليس في الكويت فقط بل امسك خريطة العالم وضع إصبعك على أي دولة ستجدها تشتكي من مشاكل اقتصادية وفيها حزمة من التقشف، فبعض الدول من الآن لا يستطيع المواطن سحب أموال يمتلكها في البنوك! طبعا هذا ببركات السياسيين.
فيا أعزائي المواطنين «اتحدوا» أولا في وضع خطط لمدخولكم الشهري وتحديد أساسيات الصرف وتقليل التبذير في أمور كمالية كشراء سيارة جديدة مع موديل العام الجديد 2020 ليست ضرورية فأثبتت بعض الدراسات أنك إذا اشتريت سيارة بالتقسيط من خلال اقتراض سلفة من البنك فأنت تحتاج 60 شهرا تقريبا للانتهاء من السداد على اقل تقدير، وهذا يعني أنه يجب أن تستخدم هذه السيارة من 10 إلى 12 عاما حتى تفكر في شراء سيارة أخرى لسبب مقنع!
ولأنه لا جدوى من استرجاء السياسيين في بحث قضايا البديل الاستراتيجي لتعديل سلم الرواتب ولن تهبط أسعار الوقود ولن تقدم الدولة قسائم بـ 75 ليترا، وعدتكم بها منذ 3 سنوات ولأنك ستحاسب على استهلاك الكهرباء والماء بالعداد وطبعا لا تريد أن يبقى منزلك باقي الشهر مظلما، حاول أن تدخر الأموال لليوم الأسود!
كنت أحاول أن أستفزكم قليلا لعل وعسى أن نحاول التعامل مع الأمور بشكل جدي ولو لمرة واحدة.
ممكن ان تكتب في ورقة أو في تلفونك هذه النقاط من مطالبات شعبية ومتأكد أنكم تعرفونها فيا سادة يا كرام اذا جاءكم أشخاص في ديوانكم اخرجوا هذه الورقة وصوبها كالسهام أمامهم ولا تعطونهم فوق قدرهم وتحملونهم فوق طاقتهم بانتخابهم للمجلس القادم، بعد الشاي والقهوة قولوا لهم ان مدة ٤ سنوات كافية جدا لنعرف حقيقة بعضكم وما بعد العود قعود.
لن تشكل لي المدة الباقية من المجلس مشكلة بان أغير تقييمي للبرلمانيين ولا عندي وقت أشوف كم نسبة التزامهم بالحضور وعدد الجلسات والأسئلة والاقتراحات والاستجوابات بما أن مطالب شعبية كبيرة لم تتحقق فالكل راسب مع مرتبة الهرب.
٭ بالمختصر: قال الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) «الرعد:11».
٭ رسالة: كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية وأسأل الله العلي القدير أن يشفي كل مريض وأن يرجع كل مغترب لوطنه وأن يفرج هم كل مهموم وينصر كل مظلوم وان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.