في لحظة من الانفعال أثناء محادثة لها على التلفزيون، خرجت الفنانة القديرة حياة الفهد عن المألوف وكلامها ممزوج بالخوف لما تشاهده من الواقع بسبب عدم المبالاة لما نعانيه من صعوبات لاحتواء انتشار فيروس كورونا في المناطق المتكدسة بالوافدين.
طبعا هوجمت حياة هجوما شديدا، وأسهل ما يمكن قوله إن الكويت بلد الإنسانية ولا نفرق بين البشر، وإننا غير عنصريين لا للون أو عرق أو طائفة! الى هنا حلو الكلام.
لنضع بعض النقاط على الحروف، هل «حياة» هي من أدخلت 3 ملايين ونصف وافد الى الكويت؟ ما رأيكم في إحصائيات وأرقام المقيمين المخالفين لقانون الإقامة والتي ظهرت أرقامها الحقيقية بسبب قرار من وزارة الداخلية بالسماح لمغادرتهم وعلى حساب الدولة؟ هل هناك دور لوزارة الشؤون فعليا في تقييم حاجة الدولة لإدخال هذه الأعداد بناء على أوراق رسمية مقدمة من أصحاب الأعمال والشركات أم هي عمالة وهمية؟
وصل الحال أننا نرى عمارة يسكنها 900 شخص من العمالة الوافدة؟ حالة واحدة تصاب بكورونا بينهم كفيلة بأن تحل على الكويت كارثة بانتشار الوباء.
«حياة» حاولت أن توصل صوتها ولسان حالها يقول، وفروا لهم المساكن والملجأ المناسب لتصححوا ما فعله تجار الإقامات بالوافدين، وخصصوا لهم مكانا يحتمون فيه بدلا من سكنهم المزري والذي يهدد حياتهم وحياتنا، خصصوا لهم مستشفيات ميدانية لفحصهم، وفروا لهم وجبات غذائية لأن أغلبهم يعتمد على العمل باليومية ولا يستطيع كسب قوت يومه.
الوضع الحالي يجعلنا نقف مع الحكومة في كل الإجراءات التصحيحية لأخطاء الحكومة الحالية أو الحكومات السابقة، هذا ليس مجاملة بل محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالحكومة تحارب في جبهات داخلية وخارجية في محاولة لاحتواء الوباء وحل المعضلات التي تساعد على انتشاره وكذلك إجلاء مواطنيها من الطلبة الدارسين بالخارج ومرضى العلاج بالخارج.
الوافدون لا حول لهم ولا قوة، هذا وضعهم قبل أزمة فيروس كورونا بسبب تجار الإقامات، هم مهملون في مناطق معروفة ومكدسون في غرف صغيرة ويتقاسمون دفع الإيجار بينهم، فلا يوجد فعاليا مدينة لسكن العمال مخصصة لهم وتسهم في السيطرة عليهم ومراقبتهم.
الكويت بلد الخير وإخواننا الوافدون مرحب بهم وإن أغلقت أمام بعضهم أبواب العودة الى بلدانهم، شاركونا المسؤولية بأن نحافظ على سلامة بلدنا الغالي الكويت، فنحن في سفينة واحدة.
بالمختصر: خذوا من كلام «حياة» ما يبقينا على «قيد الحياة».
رسالة: بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، قامت الدولة بتقديم التعويضات المالية للمواطنين والتجار مقابل خسارتهم.
في أزمة «كورونا» وفي ذروة انتشارها يخرج علينا بعض التجار الأنانيين يتباكون على خسارتهم، متناسين أن الدولة لا توجد بها ضرائب يدفعونها للحكومة، لم تستطيعوا التريث حتى ننتهي من وباء يهدد كل الوجود، منشار طالع نازل يأكل بجسد الكويت.