وسط الخوف والذعر من تفشي فيروس «كورونا»، وتحديدا في الكويت، كنا نبحث عن المعلومات من مصادرها الرسمية وبالصورة الاعتيادية من خلال المؤتمرات الصحافية أو نشرات الأخبار لنطمئن قليلا على مجرى سير الأمور.
كانت هناك فجوة تحتاج لأن تمتلئ، فالشائعات تمكنت فعلا وسيطرت على الوضع، واستغل مثيروها تأخر المسؤولين عن تأكيدها أو نفيها، كان ذلك في البداية إلى أن تصححت خطة عمل الحكومة بتحديث أدواتها والاستفادة من سرعة نشر المعلومات الدقيقة من خلال حسابات رسمية في وسائل التواصل الاجتماعي.
إلا أنني كنت أشعر بأن هناك شيئا مفقودا!، ثم شاهدت أن هناك برنامجا تحت مسمى «ظرف استثنائي» وسيقدمه الشاب الخلوق والمتألق عبدالله صبيح بوفتين، ورغم غيابه عن الساحة الإعلامية إلا أن عبدالله صاحب النزعة الوطنية و«الفزعة» الشبابية والجرأة الإعلامية التي يتميز بها ستسهل عليه هذه المهمة في هذا الوقت الحرج.
وفعلا لم يخب بوعبدالرحمن الظن، حيث تميز ببرنامجه وخلفه فريق رائع بنقل رسائل بقالب توعوي مبسط ونستطيع القول بأنه «شعبي» ويجمع ما بين الحقيقة والواقع والمشاعر التي بداخلنا.
من خلال اختياره لمقدمة جميلة في كل حلقة تختصر المواضيع الأكثر إثارة وضجة بين الناس، وبين اختياره أيضا للمسؤولين المعنيين بالأحداث ومحاورتهم وتقصي المعلومات منهم باتصالات سريعة دون رسميات زائدة.
وكل خاتمة ينهي بها البرنامج بسرد واقعة أو قصة تتشابه مع الواقع، ويوصل للناس الرسالة بعفوية، كل ذلك جعلنا ننتظر البرنامج يوميا لنتابعه.
لماذا توقف برنامج «ظرف استثنائي» وإلى الآن لم ننته من أزمة «كورونا»؟ كنا نتمنى استمراره حتى في شهر رمضان المبارك وإلى نهاية الأزمة، ويتفاعل الناس مع بوفتين بالاتصالات والمشاركات إذا أعلن رسميا عن انتهاء أزمة كورونا بإذن الله.
البعض كان يسأل عبدالله عما يتقاضاه مقابل تقديم البرنامج؟!، والبعض يتساءل لماذا عبدالله بالذات! وتلفزيون الكويت يمتلك كوكبة من المذيعين المخضرمين والشباب، وأنا أقول لماذا لا يكون بوعبدالرحمن؟ فهي فرصة وهو لن يفوتها كواجب وطني دون التشكيك بقدراته أو نواياه.
بالمختصر: برنامج «ظرف استثنائي» نجح بفريق عمل متكامل، يفترض استمرار الفكرة حتى الانتهاء من الأزمة لأنه أصبح «شعبيا» وله مشاهدون كثر.
٭ رسالة: أعيدوا النظر في عودة برنامج «ظرف استثنائي»، بل وزيدوا من مدة البرنامج وادعموه كذلك بفقرات يقدمها شباب متميزون ينتظرون هذه الفرصة للكشف عن قدراتهم ومهاراتهم الإعلامية لخدمة الكويت.