بعد انتشار تسريبات في وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات مشبوهة وعرض تسجيلات للتحقيق من عقر دار الأوساط الأمنية بثت الخوف والقلق في قلوب المواطنين الآمنين، فماذا ينوي أعداء هذا الوطن؟!
لذلك جاء خطاب سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد- حفظه الله- بكلمات واضحة وصريحة للشعب الكويتي أولها لا لزعزعة أمن الكويت ولا تهاون مع الفساد والفاسدين، ولن نسمح بأن يصور البعض أن الكويت أصبحت مركزا للفساد والكل سواسية أمام القانون، حتى إن كان فردا من أبناء الأسرة الحاكمة.
خطاب «إعادة التوازن» لهذا الوضع غير الصحي في هذه الظروف الصحية الطارئة ووسط ظهور ملفات وشبهات فساد سابقة وحالية بالإضافة الى صراع برلماني مع قرب انتهاء دور الانعقاد الأخير لمجلس الأمة، وقرب الانتخابات ودخولنا في دوامة من الاستجوابات وطرح الثقة والتأزيم سبق أن مرت علينا في سنوات سابقة.
علينا الثقة أولا بأنه لن يفلت الفاسدون من العقاب مهما أحكموا قبضتهم وأعدوا خططهم، فالله كفيل بهم لكشفهم وثانيا يجب أن نؤمن بأن الصالحين من أبناء الكويت كثر ولن يسمحوا بأن يغرق وطننا الغالي في مستنقع الفساد و«لو خليت خربت».
ما يحدث الآن بعد انكشاف بعض الفاسدين وزجهم ببعض الأدوات والتسريبات هو لخلط الأوراق وتصوير المشهد للمواطنين بانفلات الأمور وإثارة الخوف والذعر ومساومة السلطات السياسية، ولكن الكويت فوق الجميع.
قد نستغرب من ضخامة ملفات وقضايا الفساد، ولكن يجب أن نعي أن الأسماء التي ظهرت بوضوح للجميع وصدور بعض الأحكام ما هي إلا خطوات أولى لمرحلة مهمة في محاربة الفساد والفاسدين وقد تستغرق سنوات.
وأتمنى من الحكومة - أن تنأى بنفسها - وعدم حماية أي متورط والتخلي عن المسؤولين الفاسدين واتباع نهج جديد في إعادة هيكلة وإدارة أجهزة ووزارات الدولة وإقصاء الفاسدين والمتورطين والمتخاذلين لأنهم سبب استمرار الفساد ونهب ثروات الدولة.
بالمختصر: الفساد آفة يجب أن نتصدى لها.
رسالة: المحسوبية والواسطة ومحاباة الأقارب والابتزاز والرشوة واستخدام السياسيين والمسؤولين نفوذهم بجهات عملهم أيضا يعتبر فسادا.