خالد العصيدان
نحن نعيش في عصر الأزمات ولا أبالغ ان قلت من باب «جلد الذات» إننا «أمة» باتت تحتضر فكل يوم هناك مصيبة تلد اخرى وانكسار يورث الذل وانهيار يعزز التخلف، وشعوب تعيش الهوان وتؤمن بالفتات في كل شيء فلا تعليم يخرّج العباقرة ولا مستشفيات على قدر الأمراض ولا تنمية ولا أمن تنعم به شعوب المنطقة، ففي العراق تعلق المذابح والمشانق في أسوأ «زمن»، يُقتل المرء لانتسابه الى مذهب معين، وتزيد المواجع ان اتجهنا الى فلسطين المحتلة التي اصبحت «مرتعا» لتصفية الحسابات بين حركتين، وان شئت فسمهما «فصيلين» يؤمنان فقط «بالمادة» و«السلطة» على حساب خراب البلد وضياع القضية التي يراها البعض «عودة الحياة» لشعوب تعيش في عصر الهزيمة.
ولبنان وما ادراك ما لبنان، الذي يعيش استقطابا سياسيا حادا ملامحه تنذر بانزلاق مذهبي خطير يجر الويلات على هذا الشعب الأبي الذي عاش الأمرين ودفع فاتورة الفوضى المذهبية والاقتتال الداخلي بأبهظ الأثمان، وكذلك دارفور والصومال، الخ.
يا سادة كل ما سبق «مقدمة» لزمن نعيشه ولم نغير خلاله أي شيء سوى «قذف الأخطاء على الغير»، أو تبادل الاتهامات بالعمالة لدول عظمى، استخدمتنا مع الأسف الشديد أدوات لمشاريعها في المنطقة، بعدما عرفت «ضحالة افكارنا» وكشفت «واقعنا المشتت»، وأيقنت اننا «لا نتفق» سوى في بيانات الشجب والانكار، وان جامعة الدول العربية لا دستور لها ولا ثقل لها سوى انها تحضر بامتياز لاجتماعات «القمة للصور الفوتوغرافية» التي يعرف الجميع نتائجها المسبقة من قرارات واهية لا تطبق وليس لها أدنى أهمية.
ان تغير الواقع يحتاج الى «روح» والى «ايمان» بأن المستقبل هو أملنا الوحيد للنهوض من هذه العثرات.
وكما قال الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط «ان الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء»، فتاريخنا حافل وحضارتنا رائدة فجل احتياجاتنا هي الارادة مع الصبر والثقة والابتعاد عن اليأس وتجديد ايماننا بالله، وكما قال الشاعر:
هــي الأيــام والـغير
وأمــر اللـــــه ينتظـر
أتيأس أن ترى فرجا
فـأين الــله والــــقدر
قبل الختام
قال الله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال «الصبر ستر للكروب وعون على الخطوب».
اذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة
فأفرغ لها صبرا ووسع لها صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبة
فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا