في حياة كل منا محطات تستوجب أن نقف على ناصيتها بين الفينة والأخرى، هناك من يعيش تارة ويقف عند الأحداث تارة اخرى ويظل طويلا يبحث عن الأسباب دون أن يدركها، وهناك من يتذكر ما مر به من عقبات فيتألم منها ولا يعالجها ولربما يقع فيها مرارا وتكرارا مستقبلا، وهناك القليل فقط من يحرص أثناء وقوفه على التعامل مع مجرياتها كدرس لا بد من فهمه مهما بلغت درجة صعوبته ليقول: «تذكرت فتأملت فتعلمت فتخطيت واجتهدت وتجاوزت..».
ما انت عليه الآن يشير بدرجة كبيرة الى كيفية تعاملك مع الأحداث في حياتك أيا كانت الأسباب ومهما كان وقع الحدث ونتيجته، من منا عاش كشعاع القمر يضيء الليل المعتم بسلاسة وتألق وبأبهى صورة ثم يختبيء كالطفل الخجول إلى أن تدور ساعات النهار ليظهر وينير عباب السماء مرة أخرى في الليلة التي تليها؟ من منا لم يتكبد العنى والتعب ويتحمل الشدة والضنك محاولا مجاهدا مكافحا لينال مبتغاه وليحقق منتهى سعادته ورضاه وطموحه وأمانيه ليرجع مرات ومرات خائب الرجا ومنكسر الخاطر؟
إلا أن الحياة بحلوها ومرها ومدها وجزرها صاغها الرحمن لتكون لنا أكبر مدرسة تسقي النفوس وتغرس أقوى المناهج الحياتية التعليمية، ونحن عزيزي القارئ كلما اجتهدنا في البحث عن الأسباب للاستفادة ونيل العبرة وتغيير منهجية التطبيق مستقبلا لتلافي الأخطاء كلما أثبتنا أننا ولدنا لنتعلم وننجز ونحقق رسالتنا لنعيش بكرامتنا الإنسانية وفق منظومة تواجدنا الكوني الحتمي الذي أراده الله تعالى لنا والتي على أساسها صاغ خلقتنا وخلقنا لتحقيق الهدف من وجودنا.
الحياة لن تكون عادلة أبدا «وهذه أول قاعدة لا بد ان نأخذها بعين الاعتبار» الظروف من حولنا تتغير بشكل سريع ولأسباب قد ندرك بعضها ونجهل معظمها الا أننا لا بد ان ندرك كيف نتغلب على هذه الظروف لنقهرها او على الأقل لنتعايش معها لا أن نتركها تسير حياتنا وفق أهوائها، انت أيها القاريء الكريم لن تكون أول أو آخر إنسان تعرض لمثل هذه الظروف لذلك فتعليقك لأسباب إحباطك وقلة عزيمة وتراخي همتك على شماعة الظروف القاهرة التي تعيش بها ما هو الا أكبر دلالة على ضعفك كشخص يستوجب منه البناء والإعمار والتنمية وقلة ثقتك بمقدراتك ومؤهلاتك الوجدانية والذاتية للاستنهاض من جديد... فهل تقبل على نفسك ان تكون قليل الحيلة ضعيف البأس إلى هذه الدرجة؟!
انتظروا المزيد عن مفاتيح النجاح في المقالات القادمة.
[email protected]