خمس سنوات مرت كلمح بالبصر على وفاة أمير القلوب جابر الخير، طيب الله ثراه، مرت هذه السنون بأحلاسها وأقتابها وعجرها وبجرها وحلوها ومرها وزينها وشينها وطولها وعرضها... الخ
وللمرارة السياسية نصيب الأسد، ومن كانت له مرارة ـ صاحية ـ فقد فقئت، وأصابه قولون سياسي وهستيريا أيضا، وقل ما شئت وألصقه على جدار السياسة «لا فض فوك»، لأنها ـ أعني السياسة ـ مصدر من ساس يسوس فهو سائس وسياسي.. ومسوس أيضا.
كنت رابع أربعة في مجموعة صور كانت هي الحملة الإعلامية لمسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده العاشرة بعد وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، مباشرة وتحمل عنوان: «أمير القلوب.. شكرا»، تعبيرا من أبناء الكويت عن الوفاء لرعايته لهذه المسابقة.
الكلمات في حقه قليلة.. تشرفت بلقائه، رحمه الله، مرتين فرأيت التواضع الجم، وحنان الأبوة، ورقة المشاعر.
عيالك يا جابر العز ما برحوا وما فتئوا يكنون في ضمائرهم محبتك، وعلى ألسنتهم الدعاء لك، وعلى سياراتهم ومكاتبهم صورتك في نكهة الماضي الجميل.. وشعاراتهم وعباراتهم تحتها تقول: لن ننساك.. حزينون على فقدك ولكنها سنة الله، لقد تربعت على عرش قلوب أبناء الديرة الأوفياء رجالا ونساء صغارا وكبارا، حتى سموك: بأمير القلوب.
المآثر كثيرة، ولكن من خلف ما مات، فذريتك المباركة تعمل جاهدة لإنشاء صرح وقفي كبير يصرف ريعه لأعمال الخير يحمل ذكراك الجميلة.
صفات الأموات وواعظ موتهم أكبر داع لشحذ الهمم واستذكار العبارات المؤثرة، ولأن تعلو وتتقدم مستلهمة جميل المحاسن ونبل السجايا، لاسيما إذا كانت من أناس لا يجرؤ التاريخ على أن ينساهم.
وكانت في حياتك لي عظات
وأنت اليوم أوعظ منك حيا
صلوا على رسول الهدى.
[email protected]