٭ الفأل الحسن سمة المؤمنين الأولين والآخرين مهما عظم البلاء وكبرت الفتنة وسواء كانت الفتنة سياسية أو اقتصادية أو بدنية أو حتى دينية فإنهم يقدمون الجميل في القادم من أمورهم لأن الأمر عند أهل العقل لا يخرج من كونه إما منحة تستوجب شكر المانح سبحانه أو محنة يطلب فيها الصبر فيوفى الصابرون أجرهم بغير حساب فإن المؤمن أمره كله له خير.
اليوم ومع توتر الوضع السياسي في الكويت وتأزيم شديد لم نر مثله من قبل في عمر السياسة الكويتية، ليتنا نحيي التفاؤل ما استطعنا خشية أن يتحطم أبناؤنا من المشهد المؤلم لئلا يدخل اليأس قلوبهم في بلد يعبث به بعض من لاخلاق له بتنفيذ أجندات خارجية أو ربما محلية على حساب الوطن ومصالحه وأمواله.
«إياك واليأس من وطنك» نتمنى ألا يكون شعارا للتسويق الانتخابي أيها السادة.
في صحيح مسلم «من قال: هلك الناس فهو أهلكهم» بضم الكاف: هو الذي تسبب في ذلك، أو فتحها: يعني هو أشدهم هلاكا لأنه قال ذلك استحقارا لا تحزنا، وهذا من أجل حمل الناس على الإيجابية.
٭ في الكويت صفة ذميمة وخلق دنيء يوجد ولاشك في غيرها إلا أن انتشارها هنا ملحوظ وهو أمر فرضه واقع سيئ وأي سيئ، إنه الحسد ويؤسفني القول بأن السبب الحقيقي له السياسات والنهج في توزيع الثروات من غير معيار نزيه، فالتاجر يقاتل من أجل المناقصات ويؤثر ذلك في قراراته في البرلمان ولربما يتناحر مع قريبه (التاجر الآخر) أيهما يظفر بها.
ويصل آخرون للبرلمان لـ «يرفع» للحكومة وفضيلتها «تكبس» على الشعب لتمرير المصالح مقابل «النوط» أو المنصب للقبيضة الأمر الذي أنشأ ثقافة الحسد والبلع، وتراهنوا على أنها دولة مؤقتة وأخبار «ويكيليكس» لم تأت من فراغ.
ولنا في الكوادر حكم ونوادر فالنفط تأخذ الكادر بسياسة لي الذراع كونها الأقوى لتكبيد الحكومة خسائر فادحة ومن ثم يقول الوزير البصيري: كادرهم مستحق ودي أصدق بس قوية؟ وماذا عن غيرهم؟
٭ في بلدي أصبحت مطالب الشعب «اعتصم واضرب وخذ حقك» وأثر ذلك في طلاب المدارس وإنني أخشى يوما أن أجد أولادي يعتصمون بـ «حوش» البيت وأقول بعد فوات الأوان: «الحين فهمتكم» ياليت نفهم قبل فوات الأوان. كل ذلك بسبب القرارات غير المدروسة في الوزارة والدولة عموما.
إني رأيت وفي الأيام تجربة
للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يطالبه
فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
majedalenzi@