العمل الخيري جزء من ثقافة المجتمع وبنيانه، ويمثل دورا بارزا في البناء والتنمية لمقومات الدولة وأركانها، وقد جاء في الحديث الصحيح «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
الاثنين الماضي كنا بزيارة خاصة إلى جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية في منطقة العديلية، وكان باستقبالنا مديرها العام وعضو مجلس إدارة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية الأخ الفاضل د.نبيل العون (بوحمد)، حفظه الله، فكان نعم المضيف والمستقبل، وذلك لتقديم التهاني والتبريكات لاختياره من ضمن أفضل 100 شخصية عربية تأثيرا في مجال المسؤولية المجتمعية من قبل الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية والعضو في الأمم المتحدة، ان هذا التكريم يظل وساما للعمل الخيري الكويتي، فكنتم دوحة خير وعطاء، فنسأل الله لكم الرفعة والتوفيق والسداد ومزيدا من العطاء.
ودار حديثنا عن دور الجمعية الفعال في إدارة جائحة كورونا (كوفيد ـ 19) الذي شهد للجمــعية القاصي والداني بإدارتها الرشيدة وتعاطفها الإنساني بــروح الفريق الواحد.
وتحدث د.نبيل العون بإيجاز مفصل عن التحديات وتذليل الصعاب، والتقدير الصحيح للموقف الزمني وهو عامل الوقت، الذي أدى إلى انعكاس إيجابي على التنظيم والانفتاح السريع لجميع حملاتنا، والعمل الدؤوب المتواصل من غير كلل ولا ملل، فكان التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى ومن ثم دعاء ورضاء أهل الكويت وتقدير القيادة السياسية الحكيمة.. انتهى.
إذن، كانت جهودهم طيبة وجبارة وواضحة للعيان، يعملون كرجل واحد، فأثمر نجاحهم فريق عمل متأصلا لا يرى إلا الثواب من عند الله وبه تحفظ الأوطان، وجاء في الحديث «احفظ الله يحفظك».
ومن أهم الأشياء التي لوحظت لجمعية السلام تكييف المادة الإعلامية «السوسيولوجيا» ووصولها إلى الجماهير وتلقيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، حيث قدمت رؤية واضحة للعمل الخيري باسم الكويت، فوصلت بها إلى الآفاق، فكان الإعلام قمة «الإبداع» وهو جوهر العملية الإعلامية.
فمن «وجهة نظرنا» لجمعية السلام: أنها جوهر العمل الخيري، ومدرسة علم في إدارة الأزمات، وصانعة للإستراتيجية الحديثة بهذا العمل، فتعاملت مع «مثلث الأزمة» بتقدير موقف أزموي إيجابي وبناء، فحققت بمشاركتها مفهوم الأمن الشامل «المادي والمعنوي» للأهداف الوطنية، فحق علينا أن نشكرهم، فكانوا خير فرسان وسفراء للكويت في بلدان شتى، فقد سيروا جنازير حملاتهم الخيرية الإنسانية الإغاثية إلى مستحقيها، وآخرها حملة «نواف الخير والعطاء» ومازالت مستمرة، فكانوا ظلا ممتدا لا ينحسر، وإخلاصا وأمانة بالعمل يشهد له الجميع.
إذن، نقترح على وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بإبراز الدروس المستفادة للجمعيات الخيرية أثناء جائحة كورونا (كوفيد ـ 19)، حتى تتوحد الجهود، ويستمر العطاء، وتكون الجمعيات احتياطا تعبويا لازما «حد أمان»، ودعما وإسنادا لمؤسسات الدولة، وحالة من الاستقرار وعدم الاضطراب والتوتر النفسي، وهذا هو مفهوم الأمن الوطني.. ودمتم ودام الوطن.
قال أبو العتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر