العقل الحكيم الذي يتميز على وضع قضاياه ضمن ميزانها الحقيقي، ويتمتع بقدرته على استكشاف حقائق الأشياء بالنظر إليها من نواح عدة، كما يتصف بالمرونة والتكيف مع الأفكار الجديدة التي يختبرها حوله، ويوازن في أحكامه في تقدير الأمور. «منقول».
فالحكماء عميقو التفكير ويجيدون التأمل ويفكرون في البدائل، وخاصة بتنبؤاتهم، فواثق الخطوة يمشي ملكا، ولكل دولة رجالها النجباء، ونحن نفخر بالعم الدكتور صالح العجيري ذي الفكر الفلكي، والعم مشاري العنجري ذي الفكر السياسي والتنموي، والأخ الفريق أول محمد الخضر القيادي ذي الفكر العسكري، فهؤلاء هم أصحاب «العقول المعرفية الفلسفية المتنورة»، ومن القلة القليلة الذين يندرجون تحت هذا المسمى، ونحن مجمعون بفطنتهم وبصيرتهم الحاذقة، وبتنبئاتهم الصادقة، حقا إنهم ينابيع المعرفة ومعادن الإفادة، فنسأل الله الصحة والعافية.
وكم نحن في حاجة من أمثال هؤلاء المفكرين الأخيار في مجتمعنا ومؤسساتنا، لما لهم من حظوة معرفية في شبكة العلوم، ومصيدة المعارف والفهوم، لوضع استراتيجيات التنمية، وإعداد سيناريوهات المواجهة، وإدراك التهديدات المحتملة، إنها صياغة الأمن الوطني.
فالكويت ولّادة برجالاتها المخلصين، وكلما كان أصحاب القرار من ذوي خبرات ومهارة، كانت الخطط محكمة ودقيقة، وقال: «مارتن لوثر كنج» (وليس المهم طول حياة المرء بل جودتها)، ونحن نقول إذا لم ننشغل بالفكر النافع غزاك الفكر الهادم «كالعقل الإسفنجي» الذي يمتص كل شيء، لا يفرق بين الخطأ والصواب.
نختم (حديث الساعة) بمقولة سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه «عقول الرجال على أسنة أقلامهم، وليس على أسنة رماحهم».. ودمتم ودام الوطن.
قال أبوالعتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر