الأسبوع الماضي فوجئ المتواصلون مع المكاتب السياحية للحجز إلى العمرة بشرط ملزم أن يكون المتقدم حاصلا على جرعتين من لقاح «كورونا»، والأمر في ذلك أن الحاصل على جرعة واحدة وأعطيت له شهادة بحكم أنه مصاب بفيروس كورونا سابقا لا يمكنه الذهاب إلى العمرة، فلابد أن يأخذ الجرعة الثانية، وكان ذلك حديث الساعة.
هذه المشكلة تعبر عن حدث له شواهد وأدلة تنذر بوقوعه بشكل تدريجي غير مفاجئ، وقد تكون سببا لأزمة إذا لم يتم حلها، والحل عند وزارة الصحة ممثلة بمعالي وزير الصحة أو بفريق عمله.
عقد اجتماع لوزراء الصحة في 29 مايو 2021 بمقر الأمانة العامة في مدينة الرياض، والذي تم فيه النقاش بشأن آخر المستجدات حول جائحة فيروس كورونا، وتم اعتماد عدة بنود منها الدليل الخليجي الاسترشادي والتطبيقات الرسمية المرتبطة بالجائحة والموافقة على دراسة فحص التسلسل الجيني لفيروس كوفيد- 19 في دول المجلس واعتماد الميزانية الخاصة بهذه الدراسة، ومن هنا يتساءل الكثيرون: لماذا لم يطرح في الاجتماع موضوع من تم إعفاؤهم من الجرعة الثانية بحكم إصابتهم بفيروس كورونا سابقا ومساواتهم بمن أخذ جرعتين ويحق له الذهاب إلى العمرة؟
فيا وزارة الصحة.. الناس مقبلة على موسم سفر لجميع الجهات كانت «عربية، أوروبية أو آسيوية» وبعض هذه الدول تشترط دخولها بجرعتين، فما مصير الذين اكتفوا بجرعة واحدة بأمر الوزارة وأخذ عليها شهادة بذلك، وهل الشهادة التي صدرت لهم معترف بها دوليا خاصة من «منظمة الصحة العالمية»، فإذا كانت الإجابة بنعم، لماذا المنع؟! وإذا كانت غير معترف بها أقول: لا تعليق وأتركها للقارئ.
هذه التساؤلات ممن أصيبوا بكورونا وتم اكتفاؤهم بجرعة واحدة وصدرت لهم شهادة بأمر وزارة الصحة، حيث لم يكن لهم التخيير بالجرعة الثانية فحالهم الآن كحال الذي لم يحصن نفسه لا ميزة لهم، لذا نطالب الوزارة بحل مشكلتهم حتى لا ترتقي المشكلة إلى أزمة، والأنسب باعتقادنا هو أخذ الجرعة الثانية، لأن الناس محتاجة للذهاب إلى رحاب بيت الله الحرام للعمرة والحج آت على الأبواب، وآخرون لهم سياحتهم في جهات أخرى للترويح عن النفس، فنأمل من وزير الصحة أو الفريق الصحي المسؤول عن متابعة الجائحة وضع حل لهذه المعضلة، والتوصل إلى أفضل القرارات بأقرب وقت ممكن، وهذا هو النجاح.
ونختم «زاويتنا» بقول هارولد ستيفنس الكاتب الأميركي: «فرق كبير جدا بين القلق والاهتمام، الشخص القلق يرى المشكلة، أما الشخص المهتم فيحلها».. دمتم ودام الوطن.