في زيارة خاطفة إلى الزميل والأستاذ جاسم الشرقاوي مسؤول المراكز الخارجية في الهيئة العامة للمعلومات المدنية، صاحب الخلق الرفيع والحضور البديع، حيث دار الحديث في علم إدارة الأزمات وما هي أولويات العمل بعد أي أزمة.
إن الأسئلة المفتوحة دائما تعطي جوا ممتعا ومتسعا بالإجابة، ومفيدة جدا للحصول على مزيد من المعلومات، على عكس الأسئلة المغلقة التي يمكن الإجابة عليها بكلمة واحدة، بنعم أو لا.
ودار الحديث بأنه بعد أن تنجو من أي أزمة كانت، لا تحاول رمي ما حصل وراء ظهرك، ولكن اغتنمها فرصة للتعلم من التجربة، وإجراء التغييرات اللازمة لتجنّب غيرها أو الاستعداد لمثلها، فالأمم الرشيدة هي التي لا تلقي بتجاربها المريرة في سلة النسيان، ويقول الجنرال الصيني والخبير العسكري «صن تزو» تتجسد القيادة في تحويل ماهو محنة إلى مكاسب.
ودائما يستغل قادة المؤسسات الناجحون كل أزمة كتجربة تعلّم، فتراهم يضعون خطة زمنية سريعة بعد الانتهاء من أي أزمة في مراجعة الأحداث وتحليلها من بدايتها حتى نهايتها، وهذا لا يكون إلا بوجود فريق عمل ناجح يتميزون بالمهارات العالية فيما بينهم وذلك لتحقيق المهمة والأهداف، ويتحملون مسؤوليات أعمالهم بالكامل، أما الفاشلون فيختلقون الأعذار للتهرب من مسؤولياتهم وهم في سجن مخاوفهم مكبلون، فهؤلاء لديهم أمية الفكر، كما قال الأديب «علي إبراهيم الموسوي»: أمية الفكر هي من تفتك بالمجتمعات وليس الأمية الأبجدية.
يقول «نورمان آر أوغسطين» وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة لوكهيد مارتين: فكّك الأزمة إلى عناصر جزئية لتتمكن من دراسة كيفية مواجهة أزمة مماثلة مواجهة أفضل في المرة القادمة، فإذا نظرت إلى المشكلة كموجة كبيرة فسيكون من الصعب عليك التعلم من تجربتها.
تعدّ إعادة التنظيم ما بعد الأزمة من أهم الأمور، وذلك لتقييم ما حدث وتقويم أسبابها وتلافي آثارها واستخلاص الدروس المستفادة منها، يقول «هيودج وايت» الأخطاء هي دروس في الحكمة فلا يمكن أن تغير الماضي، ولكن مازال المستقبل تحت سيطرتك.
ونختم زاويتنا بالحكمة المشهورة «لا تلعن الأزمات بل اشكرها، لأنها تكشف معادن الأشخاص من حولك».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]