هناك رجال يصنعون التاريخ، ورجال يأتي بهم التاريخ، والذين يأتي بهم التاريخ يذهبون دون أن يبقى لهم أثر، والذين صنعوا التاريخ أسماؤهم مسجلة بأحرف من نور، بما تركوا من إرث كبير زاخر، فخلدهم التاريخ في ذاكرة الأجيال.
وحديثنا عن شخصية رياضية، اجتمعت فيها الخصال الحميدة والصفات الفريدة، وتأثيرها القوي في نفوس الجماهير والرياضيين بوجه خاص، إنه الكابتن «مؤيد الحداد» لاعب القادسية والمنتخب، ذو الخلق الرفيع والفن البديع، ويعجز القلم عن وصفه.
الكابتن «مؤيد الحداد» لا يختلف عليه اثنان، فهو نجم الإنجازات المحلية والدولية، فضلا عن فوزه بجائزة أفضل لاعب في دورة كأس الخليج «الثامنة» المقامة بمملكة البحرين عام 1986 وبوجود نخبة ضاربة من نجوم العصر الذهبي والفرق الخليجية المشاركة.
وهذا لا يلغي ولا يقلل من بقية زملائه، بقدر ما هو اعتراف المراقبين والمحللين بأنه يحيي روح الفريق، لما يتمتع به من لياقة عالية واللعب في المراكز المختلفة، والنظرة الثاقبة في التنفيذ، واقتناص فرص النجاح، ولهذا سمي بـ«البديل الناجح» فكان من ضمن أفضل حقبة في تاريخ الكرة.
الرياضيون المبدعون بإنجازاتهم، يجعلون لعلم بلادهم مكانا مرموقا في المحافل الدولية وعلى منصات التتويج، وهي الشعلة التي تضيء الدرب أمام الأجيال.
اتصف أسلوبه في الحوار على النحو التالي:
سعة وسلامة الصدر، وتركيز الانتباه قبل الحديث.
كيفية عرض المعلومات التي تؤدي إلى اكتساب القدرة على التحليل.
الفصل بين الانتقادات والخلافات بطريقة خلابة، وذلك لتعزيز المطلب الوطني وهو أحد أسس الإستراتيجية الوطنية.
القوة في الطرح والوضوح الكافي، بما يضمن الإقناع وحسن الاستيعاب، وذلك لمواجهة الهدم وتعزيز البناء، «وعندما تتكلم الرجال، تهتز لكلامهم الجبال».
والكابتن «مؤيد الحداد» قد رسم الفرحة في وجه المجتمع، أعطى للرياضة الأداء فأعطته محبة الناس، وتعتبر إنجازاته تراثا وطنيا وجزءا أساسيا من الهوية الوطنية، التي تسعى الشعوب للحفاظ عليه، و«صاحب البصمة» لا ينسى بل مخلد في وجدان مجتمعه.
ونختم (زاويتنا) بقول المفكر الإيطالي نيكولو مكيافيلي «ليست الألقاب هي التي تكسب المجد، بل الناس من يكسبون الألقاب مجدا».. ودمتم ودام الوطن.
ملاحظة: كاتب المقال «كظماوي».
[email protected]