يعتبر الاكتفاء الذاتي من أهم الخطوات نحو الاستقلالية عن العالم، وهو قدرة الدولة على تحقيق كل احتياجاتها الأساسية من غذاء وصحة وتعليم، حيث إنه الأساس المتين والقاعدة الصلبة والبناء النافع الذي يحصن الدولة من نقص الإمدادات في السوق الدولية أثناء الأزمات. فالمتغيرات الدولية والإقليمية لها تأثيرها على البيئة المحيطة وهذه أزمة «روسيا وأوكرانيا» ليست ببعيد، والعقوبات الاقتصادية المترتبة عليها، قد يكون لها تأثير محلي على المنطقة ومن الصعب التنبؤ بمستوياتها وتطورها، إلا أن التنبؤ بالأزمات المحتملة ورصد المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية والاستعداد لها بجميع الموارد المتاحة بكفاءة عالية تحد من خسائرها.
يقول د.طلال أبوغزالة «نحن في مرحلة صعبة ولكن القادم أصعب» وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ «ما بعد كرونا لن يكون كما قبلها» فمن هنا تبرز أهمية التنمية المستدامة والعمل في إدارتها وخاصة الاكتفاء الذاتي، حيث السبيل الأمثل والضمان الأجدى في التعامل مع التحديات.
إن العظماء يولدون من رحم الأزمات، لذا يجب على متخذ القرار تحديد البدائل لكل نوع من أنواع الأزمات وأسلوب إدارتها، واضعا نصب عينيه أن الأزمة تحيط بها بيئة ذات طبيعة وخصائص خاصة تتأثر بالمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، وإيجاد منظومة مدربة وفعالة قادرة في التعامل معها بالعمل الاستباقي، وهو ما يعرف باسم المنظومة الأمنية.
ونختم زاويتنا بالقول العربي «ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج» تأكيدا لأهمية الاكتفاء الذاتي الاقتصادي في حياة الشعوب وخطورة الاعتماد على إنتاج الآخرين.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]