ازدادت الأزمات في عصرنا إلى حد ما، حسب قول أحد الباحثين «عالم الأزمات جزء منا، كما أننا جزء منه»، وإصرار العديد من القوى الفاعلة على تحقيق أهدافها من خلال إثارة وافتعال الأزمات، هذا ما يعرف بالأزمة المصنعة التي تتصف بإيقاع سريع ومتلاحق.
يرى البعض أن الأزمة هي نقمة تلقي بضغوطاتها على الأجهزة الأمنية، ولاسيما إذا نجمت عنها خسائر مادية أو معنوية، إضافة إلى الجهد الكبير الذي ينصرف إلى كيفية التعامل مع ظروف الأزمة.
وفي المقابل يرى آخرون أن الأزمة نعمة وفرصة لتعديل المسار ومعالجة الانحراف، حتى لا تصبح متعددة الجوانب مستقبلا يصعب حلها بالأساليب الإدارية، وهي كالمرض كما قال مصطفى السباعي «المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها لكان نعمة لا نقمة» وقال تعالى: (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) «سورة النور آية 11»، ومن غير الممكن قياس القدرة والإرادة واكتشاف الكفاءة وقوة المناعة بأبعادها المختلفة إلا من خلال الأزمات، وبالتالي فإن للأزمات أوجه إيجابية وترتيب جديد للأولويات وفرصة لا تلتقطها إلا النخب الذكية التي لها دور حقيقي في الإصلاح والنقد.
وما شهدته البلاد من اعتصام قائم له دوافعه ومسبباته تطالب بالإصلاح وتصحيح للأخطاء له وجه إيجابي، وهذا يكون بحسن التدبير وهو منهج العقلاء والمدركين، وإلا «أوردها سعد وسعد مشتمل، ما هكذا يا سعد تورد الإبل».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]