فبراير التحرير فبراير عيد الاستقلال.. فبراير الفرح لكنه من غير فعاليات ولا فرح!، عطلة الأعياد الوطنية «شنو ممكن نسوي فيها»، بحسب لغة الأرقام ينفق المواطن الكويتي نحو 20% من دخله على الترفيه 12% منها على السياحة والسفر خارج البلاد، حيث أنفق الكويتيون قبل جائحة كورونا على السفر خارج البلاد نحو 3.8 مليارات دينار خلال الـ 9 أشهر الأولى من عام 2019 ومليار دينار في نهاية العام نفسه، في المقابل ماذا حصل في لغة الأرقام ذاتها خلال جائحة كورونا؟
حسب الإحصائيات الرسمية، فإن عدد المدمنين للمخدرات في الكويت نحو 40 ألف مدمن، و65% من الجرائم في الكويت التي ارتفعت خلال أزمة كورونا وراءها المخدرات، ومن بين كل 50 قضية تسجل في الكويت هناك 35 قضية تتعلق بالمخدرات، في المقابل أصبح أبناؤنا سجناء للعالم الافتراضي لعدم وجود بدائل ترفيهية لهم، حتى الدراسة أصبحت كذلك، إضافة إلى ارتفاع حالات الطلاق في المحاكم والاكتئاب والقلق والأمراض النفسية لدى المصحات النفسية، وهي أمور لا شك انعكاس للواقع، ولا شك أيضا أن للدولة الواعية دورا اجتماعيا وتربويا في مواجهتها وإيجاد الحلول لها، ولا شك أيضا أن الدول الواعية تدرك أن للأنشطة الرياضية وخلق التنافس فيها وللفنون والآداب والترفيه دورا مهماً في التربية والنشء السليم وإعطاء فسحة مهمة للمواطن والمقيم، ولكن في الواقع نملك مراكز ثقافية فيها مسارح معطلة لأكثر من عام، المدينة الترفيهية وحديقة الشعب مغلقة من قبل كورونا وتمت إزالة صالة التزلج!
نعم، نتفهم قرارات الحكومة الصحية لمواجهة ارتفاع أرقام حالات المصابين من المتحور الجديد «أوميكرون»، ونشكرها على السماح بعمل المسارح الخاصة وعدم إغلاق الملاعب الرياضية الخاصة (القدم والتنس والبادل) ومراكز الألعاب الخاصة لكي يتسنى على مالكيها دفع الإيجارات ورواتب العاملين فيها (مع الالتزام بالاشتراطات الصحية والتباعد)، لكن في المقابل للمال العام حرمة، الملاعب والمسارح ومراكز الترفيه التابعة للدولة مغلقة، بينما تدفع رواتب المسؤولين عن إيقافها وراتب العاملين فيها من دون عمل (وهو حق لهم) رغم رغبتهم في إعادة تشغيل هذه المراكز ولكن الحكومة تمنع ذلك!
كان بالإمكان أن تشتغل كما مثيلاتها في القطاع الخاص مع الالتزام أيضا بالشروط الصحية والتباعد، فنانون يعشقون المسرح لكنهم بلا مسرح، أطفالنا أصبحوا سجناء للعالم الافتراضي في ظل عدم إعطاء الدولة الاهتمام المطلوب للترفيه والاستثمار فيه، أقرأ خبرا وأنا أكتب هذه المقالة:
مستثمرون كويتيون يوقعون عقودا لبناء مراكز ترفيهية في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، في المقابل آلاف الكويتيين توافدوا وشاركوا في فعاليات موسم الرياض السياحي، «وانزين» ومحليا ما الحلول؟ إصدار قرار بإعادة فتح المسارح والمراكز الترفيهية وفق الضوابط الصحية خلال هذا الشهر، وتتلخص الحلول المستقبلية في التالي:
1 - تقديم التسهيلات المادية للمشاريع الترفيهية وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.
2 - دعم وتشجيع القطاع الخاص من خلال تخصيص أراضي «BOT» للمشاريع الترفيهية.
3 - إنشاء مسارح في كل المناطق بالتعاون مع الجمعيات التعاونية.
4 - استغلال وتخصيص الجزر حيث يتم تطويرها وإدارتها من قبل شركات محلية متخصصة ضمن قيود قانونية وأخلاقية.
5 - تسهيل إجراءات التأشيرات وتسهيل عملية الزيارات السياحية للأجانب لتشجيع السياحة.
6 - السعي لجذب المستثمرين إلى الدولة خاصة أصحاب القدرات والمهارات الفنية لإكمال هذه المدن الترفيهية بنجاح.
[email protected]