خلال فترة قصيرة جدا شعر الكويتيون ببصيص من الأمل بعد دخول الشيخ ناصر صباح الأحمد في ديسمبر 2017 التشكيل الحكومي كنائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع إضافة إلى ترؤسه للمجلس الأعلى للتخطيط وهو الأهم، حيث شعرنا معه ولأول مرة بوجود خطة تنموية واقعية مدروسة بمواعيد وأرقام واضحة لتنفيذ مشاريع التنمية يكون فيها القطاع الخاص شريكا رئيسيا من أجل إعادة ثقة المستثمرين وعودة الأموال المهاجرة واستقطاب المستثمر الأجنبي، ولا أنسى الحلقة النقاشية التي حضرتها للشيخ ناصر بتنظيم من فريق «درر» التطوعي، الذي عرض دراسة أعدت حول تطوير شمال الكويت والجزر الكويتية (فيلكا وبوبيان) ومشروع الصبية متضمنا شرحا تفصيليا للجدوى الاقتصادية والفرص الوظيفية التي ستوفرها هذه المشاريع، بالمقابل نرى الأمل في الشيخ ناصر لأننا جربناه في محاربة الفساد ورأينا أفعاله قبل أقواله ابتداء من إيقافه لفترة علاجه والمخاطرة بصحته لمتابعة القضية الشهيرة للطلبة الضباط الذين توفي أحدهم خلال التمارين، وأداء واجب العزاء فيهم ومتابعة ملفهم بنفسه، انتهاء بتحويله لملفات شبهات الفساد للنيابة.
الأمل في الشيخ ناصر.. ليس لأنه ابن الأمير، حيث إن كل من يعيش على هذه الأرض إخوانه وأبناؤه، ولا لأنه إنسان متواضع وقريب من عموم الشعب ولا يحب الإسراف بالمظاهر ويركب مثلنا الطائرة العادية لا الحكومية، رغم أنه وزير دولة وابن الأسرة الحاكمة، بل لأنه تخرج من مدرسة عبدالله السالم وصباح الأحمد وسعد العبدالله السياسية، ويتعامل مع جميع الملفات بواقعية بعيدا عن التسويف والمراوغة السياسية، بالمقابل هو المسؤول الوحيد الذي نثق بأنه لن يضع لصلة القرابة أو لأي اعتبار آخر قيمة أمام تطبيق القانون، ولن يرضخ أمام تاجر ولن يهادن خائنا، وهو الشخص المناسب القادر على حفظ كرامة السياسيين أصحاب الرأي الموجودين بالخارج من دون تجريح، وفي نفس الوقت من دون التنقيص في تنفيذ القانون وإعادتهم إلى الوطن، والقادر على الإتيان بالهاربين الفاسدين ومحاسبتهم، وما زادني يقينا بأن الأمل في الشيخ ناصر.. انه مُحارَب من جميع الفاسدين!
[email protected]