في الأزمات تظهر حقيقة المعادن.. كم أنا فخور بأبناء بلدي الكويت وهم يتسابقون في التطوع لخدمة وطنهم، ويقدمون كل الجهد في مواجهة الأزمة التي ستمر بإذن الله وكأنها لم تكن، وسنتذكر بخير وفخر كيف واجهها الشجعان من أبنائها بكل تفان وإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، وكيف استجاب أغلبنا لتوصيات الحكومة في الجلوس بالمنزل والخروج فقط للضرورة لتسهيل المهمة عليها في الحد من انتشار المرض.
في الأزمات تظهر حقيقة المعادن، فظهر لنا المبشر والمتفائل بانفراجها.. وأخذ العظة منها وكيفية التعامل الإيجابي معها، واعتبارها فرصة للجلوس بالمنزل مع الأهل وفرصة للجلوس والخلوة مع الذات كاستراحة.. بعيدا عن صخب الحياة الاعتيادية، وعرفنا الفرق بينه وبين النقيض له.. الذي دائما ما يصطاد في الماء العكر ويبحث عن انتصارات شخصية حتى في الأزمات وعلى حساب ترهيب الناس واستقرار الوطن.. وأن خير تعامل مع الأزمات في أن نقل خيرا أو لنصمت، ولو أن هناك أخطاء في بعض الاجراءات الحكومية فلا بد أن تتكاتف جميع الجهود لتجاوز الأزمة، وبعد انفراجها بإذن الله يكون لكل حادث حديث، وبلا شك لا يوجد اليوم في الكويت أي مسؤول يتمنى الضرر في تفشي المرض، وجهود المسؤولين وتواجدهم في قلب الحدث على مدار الساعة خير دليل على ذلك، ما يطمئن الشعب بقرب احتواء الأزمة بمشيئة الله تعالى، وفي ظل اعتبار الأزمة وباء عالميا وعلى الرغم من وجود الملاحظات على أسباب انتشاره في الكويت، الا ان الكويت تعتبر من أرقى وأفضل الدول التي تعاملت معه بمهنية لاحتوائه والحد من انتشاره، وشهادة حق تشكر عليها وزارة الصحة على شفافيتها في التواصل مع الجمهور وعرض الحالة بالأرقام والتقارير وبكيفية التوعية في خطر انتشاره، والشكر لوزارة الإعلام التي أدت دورها المطلوب على أكمل وجه في التوعية وطمأنة الشارع والرد على الإشاعات، ولوزير التجارة في زياراته الميدانية لضبط اسعار السلع والمنتجات وتأمين احتياجات المواطنين، ولوزير الأوقاف على قراره الجريء بالاكتفاء بالأذان للصلوات الخمس فقط بالمساجد والذي نتمنى ألا يطول، وتفتح أبواب المساجد من جديد بعد أن يزول المرض، سائلين المولى عز وجل أن يرحمنا برحمته وأن يزيل عنا هذا المرض في القريب العاجل وأن يديم على بلادي الكويت الخير والأمن والأمان.
[email protected]