لا يمكننا عزل الغذاء عن الحرب، ومن الخطأ ان نفكر او نهتم بالحرب وحدها ونعطيها الاهتمام الاكبر وبالمقابل نتجاهل الغذاء.
ولأن حروب هذا العصر تتميز بأنها لا تبقي ولا تذر، بمعنى الكثير من الشعوب قد لا تنجو من اضرارها الا انها قد تقع ضحية لآثارها الجانبية غير المباشرة والتي تتمثل بشح الغذاء بسبب انقطاع سلاسل امدادات الغذاء اليها.
ونجد ان حروب هذا العصر تعتمد على التحالفات العسكرية، اما الغذاء في ظل الضروف الصعبة فإنه بحاجة ماسة للوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي قبل حدوث الأزمة المتوقعة «الحرب العالمية الثالثة».
ولو رجعنا الى حالة الغذاء خلال الحرب العالمية الثانية لوجدنا ان سكان المدن اضطروا في المدن الأوروبية الى أكل جثث الخيول النافقة في الشوارع وفي الجزيرة العربية كان الناس يموتون من الجوع وذلك بسبب انقطاع سلاسل الامدادات الغذائية في الجزيرة العربية، اما في ريف لبنان وسورية ومصر فإن حالة الامن الغذائي مستقرة بسبب النظام الاقطاعي الزراعي، آنذاك، والذي غيره فيما بعد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتحول معه الفلاح فيما بعد الى مواطن استهلاكي غير منتج نوعا ما.
ونحن في الكويت لسنا بعيدين عن العاصفة السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تجتاح اطراف الصراع الدولي.
ومن هنا ومن باب النصيحة نرجو من سمو رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله وسدد خطاه، أن يجعل قضية الأمن الغذائي على رأس قائمة اولويات الحكومة وأن يرفع من جاهزيتها الى أقصى حد ممكن من اجل الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغذاء قبل فوات الأوان.
فالشعب الكويتي قد ينجو من آثار الحرب النووية - المجهولة البداية والنهاية - لكنه لن ينجو من ازمة الجوع إن لم نستعد لها من الآن، ذلك لأن الواردات الغذائية تشكل أكثر من 80 % من الغذاء في الكويت وهذا خطر كبير جدا على البلاد، وهي حتما ستنقطع برا وبحرا وجوا بسبب ظروف الحرب العالمية.
وبالمناسبة قام مواطن كويتي بإرسال رسالة لدراسة مختصرة الى مجلس الوزراء حول أزمة الأمن الغذائي عبر «الواتساب»، لكنه لم يجد ردا على رسالته ونتمنى أن يصله الرد في قريب الأيام.
وختاما… نسأل الله تعالى ان يحفظ الكويت وأميرها وولي عهده وشعبها من كل مكروه.