مفرح العنزي
قد يرى الكثير من المتابعين للملفات الشائكة في الخليج العربي ان الخطر النووي في هذه المنطقة (الدائمة التوتر منذ عام 1973) سينتهي بإيجاد حل عسكري او سلمي للملف النووي الايراني إلا ان الحقائق المبنية على المعطيات التاريخية والحالية تشير الى ان الخليج العربي يقع تحت ظل ستة انواع من المخاطر النووية وهي كالتالي:
أولا: الإرهاب النوو، وقد ازداد هاجس هذا الخطر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وازدياد عمليات تهريب المواد المشعة من الاتحاد السوفييتي الى العالم ونشطت السوق السوداء بالمعدات والعلماء وغيرهما من الامور المتعلقة بالعمليات الاجرامية وهذه المواد لا يعرف الى اين ذهبت في هذا العالم المترامي الاطراف، إلا ان استخداماتها تنحصر في امرين الاول هو صناعة قنبلة قذرة اما الثاني فهو مخصص للاغتيالات وقد سجلت الاجهزة الامنية حوادث اغتيالات بالمواد المشعة. ودول الخليج لاتزال تنظر الى الاستراتيجية المنحصرة في الوقاية من السحابة المشعة عند حدوث مواجهة عسكرية مع ايران، مع اغفال الجوانب الخطرة الاخرى لهذا السلاح والمتمثلة في ظهور ارهاب نووي في منطقة الخليج.
ثانيا: القطع العسكرية البحرية المتواجدة في الخليج العربي، وهذه القطع البحرية ليست معصومة من هجوم جوي او بحري او ارهابي انتحاري قد يؤدي الى اغراقها او تفجيرها بأسلحتها النووية او احداث تسرب بمخزونها المشع ولعل تدمير السفينة ستارك بالخليج العربي في الثمانينيات بصاروخ اكسوسيت الفرنسي من قبل الطيران العراقي ومقتل 38 بحارا من طاقمها خير دليل على ذلك وايضا الهجوم الارهابي على المدمرة كول قبالة السواحل اليمنية ومقتل 17 بحارا من طاقمها دليل آخر على خطر تواجد هذه القطع البحرية وهي تحمل على ظهرها اسلحة مشعة او انها تعمل بالوقود النووي.
ثالثا: مفاعل بوشهر الإيراني النووي، وتعتبر الكويت اقرب الدول الخليجية له وقد تكون درجة الامان به 300% الآن ولكن على المدى البعيد وفي ظل التقلبات السياسية والعسكرية ستكون حالته الامنية مختلفة تماما، وقد يكون مصدرا للتلوث الاشعاعي في الخليج العربي او قد يتعرض لزلزال يؤثر فيه تأثيرا بالغا وهذا امر وارد، في سلسلة جبال زاجروس النشطة زلزاليا والتي تقع في المنطقة الغربية لإيران وتضم مفاعل بوشهر.