مفرح العنزي
لقد احتلت القندرة مركزا مرموقا في ثقافة الشارع العربي، فهي ترمز الى الإهانة قبل الإيذاء الجسدي، فقبل قرابة 16 عاما تصدرت صورة الجندي العراقي وهو يقبل حذاء الجندي الأميركي الصحف العالمية، وبعد تحرير الكويت نقش طاغية العراق صورة بوش الأب على لوح فاخر من الرخام ووضعها على ارضية مدخل فندق الرشيد الفخم الذي كان مقرا لفرق التفتيش الدولية واستمرت احداث «القنادر» في بلاد الرافدين حتى ختمها منتظر الزيدي برشقتين مباشرتين باتجاه الرئيس الاميركي جورج بوش بواسطة حذائه، الا ان الرئيس الاميركي استطاع من خلال مناورته المحسوبة ان يتفاعل بإيجابية ومهارة عالية مكنته من تفادي الضربات الموجهة إليه.
والقندرة (الجزمة) لم تكن ضمن الحسبة الأمنية التي تعمل لحماية الرئيس، أما اليوم فقد وضعت على رأس القائمة في الحماية الرئاسية، وعليه فإنه من المحتمل مستقبلا ان يشترط على رجال الصحافة في العالم بأن يقوموا بخلع أحذيتهم خارج المؤتمر الصحافي، لأن الحذاء قد يكون مطعما بأدوات حادة يمكن ان تؤدي الى قتل الشخص المستهدف اذا اصابته في مقتل وقد يتوسع الخيال الأمني الغربي في المجال نفسه (القندرة) ويصل الى مرحلة الربط بين أسلحة الدمار الشامل والقندرة!
لكن النتيجة في النهاية واحدة وهي خلع أحذية الصحافيين كشرط اساسي لحضور المؤتمر الصحافي وربما في يوم من الأيام يقوم الصحافيون بمظاهرة احتجاج لرد الاعتبار ويطالبون الرئيس بخلع حذائه أسوة بهم لأنه قد يفقد أعصابه ويقوم بقذفهم بحذائه واذا حدث كل هذا فربما يكون منتظر الزيدي هو نقطة التحول العالمية في الوقاية من الأحذية الموجهة الطائرة!!