كاد الانقلاب في تركيا أن ينجح لولا إرادة الشعب، فالانقلابيون يدّعون أنهم يريدون حماية تركيا من الإرهاب، وهذه كلمة حق أريد بها باطل، اذ كشفت الأخبار عن مخطط الانقلابيين المرعب، فهم يريدون ان يدمروا تركيا بقصف المناطق والمباني المهمة بالصواريخ، ويريدون اعتقال عشرات الآلاف من المسؤولين الأتراك بحجة تعاونهم مع حزب العمال الكردستاني وأولهم الرئيس أردوغان وهذا ظلم وبهتان بهدف الاستيلاء على الحكم.
وفي حالة نجاح الانقلاب كان الانقلابيون سيرجعون بتركيا الى الوراء مائة عام ويقع الشعب رهينة للعسكر من جديد، فالعسكر لا يعرفون الديموقراطية والحرية بقدر ما يعرفون القوة والبطش والاستبداد والمذلة للشعب لكي يستطيعوا إخضاعه لسيطرتهم، وقد عاش الرئيس اردوغان في صغره تحت حكم العسكر كمواطن عادي وكبائع خبز وأدرك حجم الفساد في تركيا بظل حكم العسكر.
وبالرغم من تحول الحكم في تركيا إلى حكم مدني الا أن شهوة السلطة لاتزال تسيل لعاب العسكر مع العلم انهم لم ينتبهوا الى ان الزمن قد تغير وأصبح الشعب واعيا ومدركا أن العسكر لن يعود لهم حكمهم الديكتاتوري مرة أخرى في تركيا، وعليه وجدوا الشعب كالحائط في وجوههم ليدافع عن رئيسه وعن ديموقراطيته ولا نلومهم لو فعلوا ذلك، فقد قدم اردوغان للشعب التركي ما لم يقدمه العسكر، واستطاعت تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية ان تتخلص من ديونها القديمة وتنهض كدولة متحضرة تجد بها كل شيء على أحسن حال ومنها السياسة الخارجية والأمن الداخلي والسياحة والاقتصاد وغير ذلك.
وبالمناسبة فمنذ بداية الانقلاب وأنا أراقب الشارع التركي من خلال القنوات الفضائية الاخبارية وعندما وجدت ان الشعب مع الرئيس أيقنت أن الانقلاب سيفشل وبالفعل فشل لأن الشعب سئم حكم العسكر لعقود طويلة، وآن الأوان للوقوف مع الرئيس اردوغان حتى وان ضحوا بأرواحهم من أجل حريتهم وديموقراطيتهم، فهنيئا للشعب بنجاة رئيسه وهنيئا للرئيس أردوغان بهذا الشعب الشجاع.