فاجأ رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الوفد الإسرائيلي بهجوم شرس، وأمر بطرد الوفد الإسرائيلي من القاعة، وهذا التصرف الشجاع من قبل مرزوق الغانم لم يستطع أحد أن يفعله من العرب منذ قيام دولة الكيان الإسرائيلي المحتل عام 1948، وهذا الهجوم لم يكن يحمل ظلما للوفد الإسرائيلي، بل حمل بين جنباته ظلم هذا الكيان المحتل للشعب الفلسطيني.
ويعود هذا الظلم للشعب الفلسطيني قبل إعلان قيام دولة المحتل الإسرائيلي، بعد أن تسللت عصابات السيكاري وكاخ وشتيرن زفاي وغيرها إلى أرض فلسطين، وقامت بمذابح بشعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واعتمدت هذه العصابات على أسلوب الصدمة والرعب ضد سكان القرى الفلسطينية، ما أدى إلى هروب من بقي من سكان هذه القرى الى الدول المجاورة.
وكجائزة دولية للمحتل على هذه المجازر التي حلت بالشعب الفلسطيني، اعترفت هيئة الأمم المتحدة بدولة إسرائيل عام 1948، وتحولت العصابات الإرهابية الصهيونية المجرمة السابق ذكرها أعلاه الى النواة الأولى للجيش الإسرائيلي.
ومن الممارسات التي قام بها صهاينة إسرائيل والتي لا تعرف أو تعترف بحقوق الإنسان إحراق المسجد الأقصى وقمع الانتفاضات الفلسطينية والاعتقالات والسجن والقتل والتعذيب للشعب الفلسطيني من دون محاكمة، وإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، واغتيال المعارضين في الخارج والحروب المتواصلة مع العرب بهدف إضعافهم، وتدمير الدول العربية من الداخل من خلال العملاء والمأجورين لمنعهم من الوحدة، ولعل المراقب السياسي البسيط يجد حجم الدمار السياسي والاقتصادي والثقافي والفني والديني الذي ظهر في الدول العربية بعد قيام دولة المحتل الإسرائيلي في الشرق الأوسط، إذ كانت الدول العربية وخصوصا العراق ومصر والشام تعج بالحضارة والازدهار والعلم والزراعة والثراء الفاحش قبل عام 1948، أما بعد عام 1948 فالوضع العربي المأسوف عليه يتجه من السيئ الى الأسوأ، بسبب وجود هذا الكيان المحتل الذي تدخل بصورة مباشرة وغير مباشرة في تدمير الدول العربية من الداخل كما نرى اليوم، إلا أن ذلك لا يعني سيادة المحتل الإسرائيلي إلى الأبد، بل إنه سيزول قريبا إن شاء الله، وهذا ما يؤكده لنا القرآن الكريم ويعرفه اليهود جيدا.
وختاما، أتقدم بالشكر الجزيل للأخ مرزوق الغانم على هذا العمل المشرف الذي عجزت أن تقوم به دولة عربية غير الكويت، وهنا أحذر أي دولة عربية تريد التطبيع مع إسرائيل لأنها لو قامت بعملية التطبيع معها لحدث لها ما حدث للولايات المتحدة الأميركية، بعد أن ضمت الجالية اليهودية الى الشعب الأميركي ومن ثم قامت هذه الجالية بالسيطرة التامة على الإعلام والاقتصاد والسياسة الأميركية، على الرغم من أن الرئيس الأميركي السابق بنجامين فرانكلين حذر الشعب الأميركي عام 1789 من خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأميركية وهو خطر اليهود، وأمر بإبعادهم «بنص الدستور الأميركي»، وذكر في خطبته أنه إن لم يُبعد اليهود نهائيا من أميركا فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم، ومن حسن حظ فرانكلين أنه مات منذ زمن بعيد ولو أنه في هذا العصر لقالوا عنه إنه «معادٍ للسامية»، أما أبوعلي مرزوق الغانم فلا تهمه السامية وأهلها قتلة الأبرياء من الأطفال والشيوخ والعجائز.