فيما مضى من الوقت فقدت الكويت الكثير من أبنائها وهم في ريعان الشباب، وقد كانت آفة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة غالبا ما تكون السبب الرئيسي لهذه الحوادث المفجعة في الكويت والتي لم تفرق بين ابن المسؤول أو ابن المواطن العادي، صحيح أن الموت حق ولكن لا نريد أن نلقي بأبنائنا في التهلكة وخصوصا في ظل غياب القوانين الرادعة لهذا السلوك غير السوي.
وهذه المشكلة (مشكلة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة) تفاقمت بشكل كبير لعدم وجود قانون صارم للحد من هذه الظاهرة والتي أصبحت كالمنجل الذي يحصد رقاب أبناء الكويت، علما بأن حكومة بلغاريا استطاعت القضاء عليها من خلال قانون لا يتعدى شرحه السطر الواحد وهو غرامة قدرها 4000 دولار أميركي كعقوبة لمن يستخدم الهاتف النقال أثناء القيادة فتحول الحال من معدل حوادث بالعشرات إلى معدل صفر للحوادث، والغريب أنني عندما نقلت هذه الرواية قبل ثلاثة أسابيع للواء فهد الشويع الوكيل المساعد لشؤون المرور قال لي إنه قام بإعداد قانون جديد للمخالفات وسيرى النور بعد أسبوعين، وقد وعدني بذلك وصدق وها هو القانون الجديد الذي أطلق عنانه اللواء فهد الشويع بتاريخ 29 أكتوبر 2017 والذي لم يكن ليرى النور لولا حرص القيادة العليا عليه وهمة ونشاط اللواء فهد الشويع، وأسأل الله أن يكون لهذا القانون دور كبير في خفض نسبة الحوادث في الكويت. وختاما كل الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في إعداد وصياغة هذا القانون وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح رعاه الله.