من الممكن أن يكون الفرد حرا فيما يريد، إلا انه لن يكون حرا في مشاعره الداخلية مثل الحزن والحب والكراهية والغضب، ولو ألقينا نظرة على الكراهية فإنها تكاد تكون معدومة في طفولة الفرد بالمجتمع، فالأطفال أبرياء منها وحتى لو شعروا بها فلن تكون في قلوبهم إلا كسحابة صيف تبددها سريعا أمام أشعة شمس الصيف الحارة.
والكراهية تولد من خلال ولادة متعسرة لمشاعر الغضب أو الحسد أو الأنانية أو غيرها من المشاعر السلبية المكتسبة من قبل البعض ضد خصومهم وبنفس الوقت ستصنع لصانعها كراهية مضادة قد تنتهي بانتقام دموي ضده.
والكراهية منها المخفية أو الصامتة في قلوب الذين لا يريدون المشاكل مع الآخرين، وهذه النوعية من البشر يسمون المتعايشون مع محيطهم السلبي والذين يقعون تحت مظلة (طنش تعش تنتعش).
وهناك المجاهرون بالكراهية وهؤلاء قد يكونون فاهمين الموضوع خطأ بسبب الإعلام الكاذب وما اكثره هذه الأيام، وخصوصا في خليجنا العربي الذي أصبحت أطرافه المختلفة تستخدم الأسلحة الإعلامية الخفيفة والثقيلة فيما بينها، فأصبح المواطن لا يريد أن يسمع لهؤلاء ولا لهؤلاء، وبنفس الوقت يدعو الله أن يصلح فيما بينهم وليس هناك بعد العداوة إلا المحبة والتعاون على البر والتقوى بعد أن كان التعاون على الإثم والعدوان.
ومن زاوية أخرى قد تكون الكراهية نابعة من مفاهيم دينية طائفية خاطئة ومتطرفة تعتمد على القضاء على الطرف الآخر وتمتنع عن المواجهة بالحجة أو بالتي هي أحسن ثم ينفجر الصراع الطائفي بين المسلمين.
والغريب في الأمر أن حقيقة الدين الإسلامي ترتكز على الرحمة والمحبة والسلام وإعمار الأرض والعدل والمساواة وغير ذلك من القيم السماوية النبيلة السامية التي تزيد من جمال الحياة من حولنا وما نراه اليوم عكس ذلك تماما من خلال الإعلام العالمي الكاره للإسلام والمسلمين.
وصانع الكراهية كصانع المتفجرات غير المرخصة في منزله فإما ان يخطئ بالمقادير فتنفجر عليه وتقتله وتهدم بيته أو أن يصل خبره إلى قوات الأمن فيعتقلونه ثم يندم ويلقي اللوم على نفسه ولكن بعد فوات الأوان، تلك هي الكراهية المقيتة التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة والتي تعتبر من اهم الأسباب التي قلبت تاريخ البشرية رأسا على عقب وسفكت بسببها دماء مئات الآلاف من الأبرياء.
لعن الله الكراهية ولعن الله من نادى بها سواء بالسر أو بالعلانية.