الديموقراطية يجد البعض أنها وسيلة مناسبة للنيل من الخصوم، وعندما يرد عليه خصمه بالدفاع عن نفسه يدعي المعتدي أن له الحق في إبداء رأيه لأنه في بلد يكفل له الحرية، «وغالبا ما يكون رأيه عبارة عن كلمة حق أريد بها باطل».
وليس هذا فحسب بل إن ضلال الديموقراطية خلق مساحة كبيرة من الحرية وصلت لدرجة الغلو في الخصومة على حساب القيم والأعراف والمبادئ والمصلحة الوطنية ناهيك عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق عند العرب، تلك المكارم النبيلة والجميلة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا، ولكن أين هي اليوم أمام الطغيان الفكري والمادي والتكنولوجي الذي جعل العالم بقاراته كلها عبارة عن قرية صغيرة تداخلت فيها العوالم الاجتماعية واللغوية والسلوكية والاجتماعية.
فأصبح الفرد يخلط بين لغته العربية الأصيلة ولغة أجنبية ليس لها تاريخ ووجود مشرق ومشرف كاللغة العربية وأصبح أيضا يخلط بين سلوكه وسلوك المجتمعات الأخرى وكثير من هؤلاء فقد هويته الاجتماعية وقيمه ومبادئه.
بل إنه نسي أنه فرد ينتمي إلى خير أمة أخرجت للناس وهي أمة الإسلام، إذ قال تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) - سورة آل عمران الآية 110.
وهذه شهادة ربانية عظيمة تستحق منا التأمل والعودة إلى الصواب في جميع أمور حياتنا وخصوصا فيما يخص الجدال بين الخصوم وما يتبعه من نشر الشائعات والشماتة والتطاول على رموز الدولة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ومن أجل التحول إلى الإيجابية يجب علينا جميعا نشر ثقافة التسامح والعفو وتقبل وجهة نظر الطرف الآخر بحدود ما يرضي الله ورسوله.
أما التصعيد والتناحر والجدل العقيم فإنه يخلق بيئة خصبة للمندسين الذين لا يريدون خيرا للبلاد.
وأسال الله أن يحفظ الكويت أميرا وحكومة وشعبا من كل مكروه.