من هم اللفو ومن أين جاؤوا؟
قد يعتقد البعض أن مصطلح اللفو خاص بالمجتمع الكويتي فقط، ولكن لو يعلم المتحدث به شيئا يسيرا عن قيمته لوجد انه سلاح تافه سخيف لا قيمة له أمام وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي الكويتي.
فاللفو ليسوا اعداء لأحد، بل هم صنّاع للحضارات والفكر والعلم. فمن الناحية التاريخية نجد ان جميع العرب قد هاجروا من اليمن الى الجزيرة العربية والعراق والشام وبلاد فارس وغيرها من البلدان بعد انهيار سد مأرب، وأصبحوا جميعا من اللفو، وأسسوا دولاً وحضارات متعددة مثل حضارة ثمود وبابل وآشور والأنباط والعبيد والإسلام وغيرها، ناهيك عن الدول الخليجية الحالية المفعمة بإبداعات وعلوم المهاجرين (اللفو).
وكذلك لو بحثنا عن أصول العلماء المسلمين لوجدنا ان أغلبهم ليسوا عربا (لفو) الا انهم يتمتعون بجميع مميزات العرب وفقا للشريعة الإسلامية.
ومن الناحية الدينية الإسلامية التي يتمتع بها ذلك المسلم الكويتي الذي وضع مصطلح اللفو في غير محله وألبسه لباس الفتنة، أقول له إن اللفو لا يمكن ان يكون «لفوا» إلا بعد قيامهم أو قيام أجدادهم بالهجرة من موطنهم الأصلي الى مكان مستقرهم ومقامهم.
وعليه نستطيع القول إن كل المجتمع الأميركي من (اللفو) وكذلك المجتمع الاسترالي والمجتمع السنغافوري، بل ان اغلب حكام مصر القديمة الذين جاؤوا بعد الفراعنة كانوا من اللفو، ومنهم عمرو بن العاص وقطز والظاهر بيبرس وجوهر الصقلي والملك فاروق، وغيرهم كثير.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ان التالية أسماؤهم يندرجون تحت قائمة اللفو ومنهم:
- سلمان الفارسي اللفو من بلاد فارس، وهو صاحب فكرة الخندق في معركة الاحزاب التي عطلت دخول جيش الكفار إلى المدينة المنورة، وبعدها انتصر المسلمون على اعدائهم بعون الله عز وجل.
- العالم ألبرت اينشتاين اليهودي- الالماني اللفو الى أميركا، صاحب نظرية النسبية وصاحب فكرة القنبلة الذرية التي من خلالها استطاعت أميركا ان تحسم النصر لصالحها في الحرب العالمية الثانية.
- مجدي يعقوب دكتور القلب الشهير اللفو من مصر الى بريطانيا، وهو الدكتور الخاص للملكة اليزابيث نجد انه تفوق على أطباء العالم بهذا المجال وخدم التاج البريطاني طول عمره.
لذلك علينا أن نبتعد عن الغلو في العلو وننظر الى الآخرين على انهم شركاء التعاون في البناء والحضارة والتقدم العلمي، وهذا لن يحدث إلا بتمتعنا بالتقدم الأخلاقي في تعاملاتنا مع الآخرين لكي نستفيد من خبراتهم أو على الأقل نعتبرهم بالنسبة لنا نظراء بالخلق والفطرة والتكوين البيولوجي.